للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حاله من الصوفية، وإن ثبتت فلا كرامة فيها للمرأة، ولا لأبي عبد الله المغربي، بل هذا من تلاعب الشيطان بهؤلاء الجهلة، مِمّن يزعم أنَّه دخل مكة ليطوف بغير إحرام، وقد حملته الجن، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : «وذهابه محمولاً مع الجنِّ أو غيرهم في الهواء ليطوف ليس من الأعمال الصالحة المشروعة، لا واجباً ولا مستحبًّا، ولو كان ذلك مشروعاً لكان الأنبياء أقدرَ على ذلك، وكانوا يذهبون في الهواء يَحجُّون، وهذا لم يُعرف عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة، والأنبياء أفضل الخلق، والصحابة أفضل الخلق بعد الأنبياء، ولو كان عملاً صالحاً لكان هؤلاء أحقُّ به من غيرهم، ونبيُّنا إنَّما أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليُريه الله من آياته بالمعراج … » (١).

ثم إنَّ في الحكاية نكارة واضحة، فكيف يخاطب أبو عبد الله المغربي هذه المرأة العمياء الصمَّاء، وكيف سمعته وفهمت كلامه وردَّت عليه؟!

وفيها أيضاً سفر المرأة من غير محرم، وجاء عند أبي نعيم أنَّها كانت في برية تبوك، وهذا منهيٌّ عنه في الشرع.

٣ ـ وذكر أيضاً أبياتاً شعرية للحسين بن منصور الحلاج، القائل بالحلول والانحلال، فقال:

رَأَيْتُ حبِّي بعَيْنِ قَلْبِي … فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنْتَ

إلى آخر الأبيات (٢)، وفيها إشارة إلى القول بالحلول ووحدة الوجود، فكان على السِّلفي أن يُنزِّه كتابه من هذه الأقوال الشنيعة، ولعله ذكرها لبيان ضلاله، والله أعلم.

ومثل هذه الحكايات قليل جدًّا في كتاب المصنف، وجلُّ ما ذكره من الاعتقادات موافقة لما كان عليه السلف الأول، نسأل الله تعالى أن يغفر لنا وله الزلل، ويختم لنا بحسن العمل.


(١) جامع المسائل ـ المجموعة الأول (ص ٢١٣).
(٢) انظر النص: (٥٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>