وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٤٤٢) من طريق خلف بن القاسم، عن محمد بن إبراهيم، عن الحارث بن أبي أسامة به. إلاَّ أنَّه ليس عنده ذكر طاوس، قال ابن عبد البر بعد أن أخرجه من طريق آخر عن عبد الوهاب ابن عطاء: «وليس في حديث خلف بن القاسم: عن طاوس، سقط إن شاء الله من الإسناد». وأخرجه الترمذي في جامعه (٤/ ١٢) (١٤٠١)، وابن ماجه في سننه (٢/ ٨٦٧، ٨٨٨) (٢٥٩٩، ٢٦٦١)، والدارمي في سننه (٢/ ٢٥٠)، والدارقطني في السنن (٣/ ١٤١، ١٤٢)، والطبراني في المعجم الكبير (١١/ ٥، ٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٣٩)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ١٨) من طرق عن إسماعيل بن مسلم به. ووقع في طبعة التمهيد: (عن قيس بن مسلم، عن عمرو بن دينار)، وهو خطأ وتصحيف، والصواب: (عن قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن مسلم). وإسناد ابن عبد البر يلتقي مع إسناد الطبراني في بِشر بن موسى، عن خلاد بن يحيى، عن قيس بن الربيع، عن إسماعيل. وقال الترمذي: «هذا حديثٌ لا نعرفه بهذا الإسناد مرفوعاً إلاَّ من حديث إسماعيل بن مسلم، وإسماعيل بن مسلم المكي قد تكلَّم فيه بعضُ أهل العلم من قِبل حفظه». قلت: وهذا السند ضعيف؛ لضعف إسماعيل كما في التقريب. وتابعه على إسناده سعيد بن بشير، أخرجه من طريقه الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٦٩)، وأبو الحسين بن القصار في جزء من حديثه كما في الإرواء (٧/ ٢٧١) عن عمرو بن دينار به. وسعيد بن بشير هذا ضعيف أيضاً كما في التقريب، ثم الذي يظهر أنَّه لم يسمع هذا الحديث عن عمرو، فقد أخرجه الدارقطني في السنن (٣/ ١٤٢)، والبزار في المسند كما في نصب الراية (٤/ ٣٤٠) من طريقه، عن قتادة، عن عمرو. وجاء الحديث من طريق آخر عن عمرو، أخرجه الدارقطني في السنن (٣/ ١٤٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٣٩) من طريق أبي حفص عمر بن عامر السعدي التمار، عن عبيد الله بن الحسن العنبري، عن عمرو به. لكن في إسناده أبو حفص التمار وهو متَّهم. انظر: الميزان (٤/ ١٢٩)، اللسان (٤/ ٣١٤). وللحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن، فأمَّا شطره الأول فقد جاء من حديث حكيم بن حزام عند أحمد في المسند (٢٤/ ٣٤٤) وغيره بإسناد فيه ضعف، وأورد له الألباني طرقاً وشواهد وحسَّنه في الإرواء (٧/ ٣٦١). وأمَّا الشطر الثاني فقد ورد من طرق كثيرة، منها حديث عمر ﵁ عند الترمذي (٤/ ١٢) (١٤٠٠)، وهو صحيح بمجموع طرقه، وصححه الألباني في الإرواء (٧/ ٢٦٩)، وانظر نصب الراية (٣٣٩ ـ ٣٤١).