كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء الثاني من المشيخة البغدادية - من حديث عبد الكريم الديرعاقولي، وبعده من حديث الشافعي - ج: 1 - ص: 435

الواعظ، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان النَّحوي (١)، نا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم الدَّيْرَعَاقُولِي (٢)، نا أبو اليمان (٣)، أخبرني شعيب (٤)، عن الزهري، أخبرني محمد بنُ جُبير بن مُطعم، عن أبيه قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إِنَّ لِي أَسْمَاءً؛ أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بيَ الكُفْرَ، وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يَحْشُرُ اللهُ تَعَالَى النَّاسَ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا العَاقِبُ، وَالعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ» (٥).

---

(١) البغدادي، مسند العراق، مولده سنة (٢٥٩ هـ)، وتوفي سنة (٣٥٠ هـ).
قال الدارقطني: «ثقة»، وقال البرقاني: «صدوق وقد روى عنه الدارقطني في الصحيح، وإنَّما كرهوه لمزاح كان فيه»، وقال الخطيب: «كان صدوقاً أديباً شاعراً، راوية للأدب عن أَبَوي العباس ثعلب والمبرد وأبي سعيد السكري، وكان يميل إلى التشيع».
انظر: سؤالات السلمي (ص ١٠٤)، تاريخ بغداد (٥/ ٤٥)، السير (١٥/ ٥٢١).
(٢) البغدادي القطان، وتوفي سنة (٢٧٨ هـ).
والدَّيْرَعَاقولي: بفتح الدال المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها الراء، ثم العين المهملة، وفيها قاف بعد الألف، نسبة إلى قرية دَيرَ العاقول على عشرة فراسخ من بغداد.
قال أحمد بن كامل: «كان ثقة مأموناً»، وقال الخطيب: «كان ثقة ثبتاً».
انظر: تاريخ بغداد (١١/ ٧٨)، طبقات الحنابلة (١/ ٢١٦)، الأنساب (٢/ ٥٢٤)، السير (١٣/ ٣٣٣).
(٣) هو الحكم بن نافع.
(٤) هو ابن أبي حمزة.
(٥) صحيح.
والحديث بإسناده ومتنه كرِّر في (ف) مرتين.
وأخرجه البخاري في صحيحه (٦/ ٣٦٩) (٤٨٩٦) عن أبي اليمان.
ومسلم في صحيحه (٤/ ١٨٢٨) عن الدارمي، عن أبي اليمان به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (٤/ ٥٢١) (٣٥٣٢) من طريق مالك.
ومسلم في صحيحه (٤/ ١٨٢٨) من طريق ابن عيينة ويونس وعُقيل، كلهم عن الزهري به.
وليس في البخاري قوله: (والعاقب … )، وجاءت عند مسلم من رواية ابن عيينة وغيره عن الزهري، وهو مدرج في الحديث، ووقع التصريح بإدراجه في رواية عُقيل من قول الزهري عند مسلم.
قال الحافظ: «وقع في رواية سفيان بن عيينة عند الترمذي بلفظ: (الذي ليس بعدي نبي) وهو محتمل للرفع والوقف». الفتح (٦/ ٦٤٤).
قلت: والظاهر أنَّ التفسير من كلام الزهري، كما جاء مبيَّنا في رواية عُقيل.