كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء الثالث من المشيخة البغدادية - من حديث أبي الحسن الأصبهاني - ج: 1 - ص: 492

شعيب (١)، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب: أنَّ أبا هريرة قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «جَعَلَ اللهُ تَعَالَى الرَّحْمَةَ مِئَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءاً، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءاً وَاحِداً، فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الخَلْقُ، حَتىَّ تَرْفَعَ الفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ» (٢).

[٢٣٢] أخبرنا أبو المظفر الحنفي بهراة، نا محمد بن عبد الله بن خَمِيْرُويَه الهروي، نا علي بن محمد بن عيسى الجكَّاني، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري: أنَّ سعيد بن المسيب أخبره: أنَّ أبا هريرة حدَّثه أنَّه قال: «أُتِي النَّبيُّ ﷺ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بهِ بإِيلْيَاءَ بقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَأَخَذَ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ ﵇: الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الخَمْرَ لَغَوَتْ أُمَّتُكَ» (٣).

قال السِّلفي: سألناه عن مولده ـ يعني ابنَ أيوب ـ فقال: سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة، وأجاز لنا جميع ما عنده، وخطُّه عندي في نسخة الإجازات، وقد قدم أصبهان قبل دخولي بغداد، وقرأت عليه عن أبي نصر الكِسَائي (٤) فوائد.

---

(١) هو ابن أبي حمزة.
(٢) هذا الحديث سقط من بداية الجزء الثالث، وأشار الناسخ إلى ذلك في هامش الحديث الآتي فقال: «سقط من هنا الحديث المكتوب في أول الجزء الرابع، وهذا موضعه لا ثَمَّ».
قلت: ونقلته بإسناده من أول الجزء الرابع، وهنالك كتب الناسخ فوقه كلمة مُعاد، ورمز إلى ذلك من بدايته بحرف (لا) وإلى قوله في إسناد الحديث الذي بعده: «بهراة نا محمد بن» بحرف (إلى) أي أن هذا القدر مُعادٌ، وقد نقلته من هناك إلى هذا الموضع.
والحديث صحيح. وهو في جزء أحاديث أبي اليمان الحكم بن نافع (ل: ٧٩/ أـ ضمن مجموع).
أخرجه البيهقي في الشُّعب (٢٠/ ٧٦)، وفي الآداب (ص ٤٨، ٤٩) من طريق علي بن محمد الجكَّاني به.
وأخرجه البخاري في صحيحه (٧/ ٩٩) (٦٠٠٠) عن أبي اليمان الحكم بن نافع به.
(٣) صحيح.
وهو في جزء أحاديث أبي اليمان الحكم بن نافع (ل: ٧٩/ أـ ضمن مجموع).
وأخرجه البخاري في صحيحه (٦/ ٥٩٨) (٥٥٧٦) عن أبي اليمان به.
وأخرجه أيضاً (٤/ ٤٧٥، ٤٩٤) (٣٣٩٤، ٣٤٣٧)، ٠٥/ ٢٧٢) (٤٧٠٩)، (٦/ ٦٠٤) (٥٦٠٣)، ومسلم في صحيحه (٣/ ١٥٩٢) من طرق عن الزهري به نحوه.
(٤) لم يتبين لي من هو.