كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء الثالث من المشيخة البغدادية - من حديث القاضي أبي يعلى ابن الفراء - ج: 1 - ص: 534

محمد بن أبي المثنى (١)، نا إسماعيل بن عيَّاش، عن يحيى بن عُبيد الله (٢)، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رَسُول الله ﷺ: «إِنَّ اللهَ ﷿ (٣) ائْتَمَنَ عَلَى وَحْيِهِ ثَلَاثَةً: جِبْرِيل، وَأَنَا، وَمُعَاوِيَةَ» (٤).

[٢٨٦] سمعت أبا نصرٍ أحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن الشاه المروزي (٥)، قدم علينا من الحجِّ يقول: سمعتُ أبا بكر الإسماعيلي الحافظ (٦) يقول: سمعتُ أبا العباس

---

(١) لعله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى القرشي أبو جعفر الكوفي، ويُقال له: محمد ابن أبي المثنى، ومحمد بن المثنى.
(٢) يحيى بن عبيد الله القرشي المدني، وقيل هو كوفي، قال عنه الحاكم: «روى عن أبيه، عن أبي هريرة بنسخة أكثرها مناكير». المدخل (١/ ٢٥٩).
وتركه وضعَّفه جمع من الأئمة، وقال عنه الحافظ: «متروك الحديث». انظر: تهذيب الكمال (٣١/ ٤٤٩).
(٣) في (ف): (جلَّ وعزَّ).
(٤) ضعيف جدًّا.
وهو في ستة مجالس من أمالي أبي يعلى الفراء (ص ٧٠).
وفيه يحيى بن عبيد الله وهو متروك.
وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها.
وعبيد الله بن عبد الله بن موهب، قال عنه الحافظ: «مقبول».
ومحمد بن سليمان بن جماهر لم أجد له ترجمة.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (٢/ ٢٤٥) قال: حدَّثنا الحسن وهو ابن عثمان أبو سعيد التستري، ثنا محمد بن إسماعيل بن عسكر، ثنا يزيد بن عبد ربه، عن إسماعيل بن عياش به.
وهذا الإسناد أيضاً واه، الحسن التستري شيخ ابن عدي كذَّبه عبدان الأهوازي، وقال ابن عدي: «كان عندي يضع ويسرق حديث الناس … وللحسن بن عثمان أحاديث غير ما ذكرت منكرة كنَّا نتَّهمه بوضعها وأحاديث سرقها من قوم ثقات، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق». الكامل (٢/ ٣٤٥، ٣٤٦)، وانظر: اللسان (٢/ ٢١٩).
والحديث مروي بأسانيد أخر واهية، عن أبي هريرة وواثلة بن الأسقع، وأنس وغيرهم، ذكر بعضها ابن عدي، وذكرها ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٢٥٢ ـ ٢٥٧).
(٥) في (ف): (المروروذي)، وفي الأمالي: (المروذي).
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (٤/ ٩٢)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
(٦) أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني، صاحب التصانيف، مولده سنة (٢٧٧ هـ)، وتوفي سنة (٣٧١ هـ).
قال الحاكم: «واحد عصره، وشيخ الفقهاء والمحدِّثين، وأجلُّهم في الرياسة والمروؤة والسخاء بلا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه»، وقال السمعاني: «إمام جرجان، والمرجوع إليه في الحديث والفقه».
انظر: الأنساب (١/ ١٥٢)، المنتظم (٧/ ١٠٨)، السير (١٦/ ٢٩٤).