وكذا وقع الإسناد والمتن في الأصل و (ف): (حبيب بن أبي ثابت، عن النبيِّ ﷺ)، لم يُذكر ابن عمر، وهذا مرسل، ولم أقف عليه في شيء من الطرق مرسلاً، فلعله سقط ذكر ابن عمر من النسختين. وأما المتن، فلم يذكر إلاَّ أربعة، نقص منه (حج البيت)، وهو ثابت عند العدني وغيره. وهو عند أبي الفضل الزهري في حديثه (٢/ ٥٢٦)، والعدني في الإيمان (ص ٨٤) موصولاً، فيه ذكر ابن عمر. ومن طريق العدني أخرجه الترمذي في الجامع (٥/ ٧) (٢٦٠٩)، والآجري في الشريعة (٢/ ٥٦٤)، وفي الأربعين (ص ٢٠)، والمراغي في المشيخة (ص ١٢٣، ١٢٤). وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن ابن عمر، عن النَّبيِّ ﷺ، وسُعير بن الخمس ثقة عند أهل الحديث». وأخرجه الحميدي في المسند (٢/ ٣٠٨)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (١/ ٤٢١)، وابن المقرئ في الأربعين (ص ٥٦)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (٢/ ٩٤٢)، وابن بطة في الإبانة (٢/ ٦٣٨ ـ الإيمان)، وبيبي في جزئها (ص ٦٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٠/ ٣١٤)، والمراغي في المشيخة (ص ١٢٤) من طرق عن ابن عيينة به. وأخرجه ابن عدي في الكامل (٢/ ٢٣٤)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (٢/ ٩٠)، والشجري في الأمالي (١/ ٣١)، والمراغي في المشيخة من طريق حماد بن شعيب. وأخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٣٠) من طريق إبراهيم بن محمد الشافعي، عن ابن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، كلاهما عن حبيب به. والطريقان فيهما ضعف. وطريق ابن عيينة رجالها ثقات، إلاَّ حبيب بن أبي ثابت، فهو ثقة كثير الإرسال والتدليس، كما في التقريب، وذكره الحافظ في الطبقة الثالثة من المدلسين، ثم إنَّ علي بن المديني ذكر أنَّه لم يسمع إلاَّ من عائشة وابن عباس، ولم يسمع من غيرهما من الصحابة. لكن الصواب أنَّه سمع من ابن عمر كما ثبت ذلك عند البخاري ومسلم وغيرهما. انظر: جامع التحصيل (ص ١٥٨)، التابعون الثقات الذين تُكلِّم في سماعهم من بعض الصحابة (ص ١٤٤ ـ رسالة ماجستير). ولعل الترمذي صححه بالنظر إلى الطرق الأخرى عن ابن عمر، ويدل عليه قوله: «وقد روي من غير وجه عن ابن عمر». قلت: وهو عند البخاري في صحيحه (١/ ٩، ١٠) (٨)، ومسلم في صحيحه (١/ ٤٥) من طرق عنه.