وذكر ابن الجوزي في مناقب أحمد (ص ٥٨٣) عن أبي طاهر الجمال حكاية تشبهها. وما أورده المصنف ﵀ عن أبي الحسين بن سمعون من إحياء ليلة النصف من شعبان في قبر الإمام أحمد بالصلاة وقراءة القرآن لم يرد به حديث عن النَّبيِّ ﷺ ولا أثر عن أصحابه الأطهار، فلا يُشرع مثل هذا العمل، بل هو بدعة منكرة، نسأل الله أن يغفر للأولين والآخرين من المسلمين. (٢) جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم أبو محمد الخواص المعروف بالخُلدي شيخ الصوفية، مولده سنة (٢٥٢ هـ)، وتوفي (٣٤٨ هـ). قال الخطيب: «كان ثقة صادقاً ديِّناً فاضلاً». وقال هو عن نفسه: «لو تركني الصوفية لجئتكم بإسناد الدنيا، مضيتُ إلى عباس الدوري وأنا حدَث، فكتبت عنه مجلساً واحداً، وخرجتُ من عنده فلقيني بعضُ من كنت أصحبه من الصوفية، فقال: أيش هذا معك؟ فأريته إيَّاه، فقال: ويحك! تَدَع علم الخرق، وتأخذ علم الورق؟! قال: ثمَّ خرَّق الأوراق، فدخل كلامُه في قلبي، فلَم أعُد إلى عباس». قال الذهبي: «ماذا إلاَّ صوفيٌّ جاهلٌ، يُمزِّق الأحاديث النبوية، ويَحضُّ على أمر مجهول، فما أحوجه إلى العلم». انظر: تاريخ بغداد (١/ ٣٥١)، الأنساب (٢/ ٣٨٩)، السير (١٥/ ٥٥٨). (٣) في (ف): (لي). (٤) هو محمد بن مخلد الدوري. (٥) في (ف): (أتأذن لي). (٦) سقطت الواو من (ف).