للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٤١٠] حدَّثني أبي، نا يعقوب (١)، نا أبي، عن [ابن] (٢) إسحاق، عن مَكْحُول، عن محمود بن الرَّبيع، عن عُبادة بن الصامت قال: «صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله الصُبْحَ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ القِرَاءَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ الله مِنْ صَلَاتِهِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: إِنَّي لأَرَاكُمْ تَقْرَؤُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ إِذَا جَهَرَ! قال: قُلْنَا: أَجَلْ، وَاللهِ يَا رَسُولَ الله (٣)، قَالَ: فَلَا تَفْعَلُوا إِلاَّ بِأُمِّ القُرْآنِ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا (٤) يَقْرَأُ بِهَا» (٥).


(١) هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري.
(٢) في الأصل: (أبي)، وفي (ف) فيها احتمال، والتصويب من المسند ومصادر التخريج.
(٣) في المسند زيادة: «هذًّا».
(٤) في (ف) بياض في مكان كلمة: (لا)، ووضع فوقها ضبة.
(٥) ضعيف.
وهو في المسند (٣٧/ ٤١٣)، وفي (٣٧/ ٣٤٣، ٣٦٨) نحوه.
وأخرجه الدارقطني في السنن (١/ ٣١٩)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٦٤)، وفي جزء القراءة (ص ٤٣، ٤٤) من طريق عبيد الله بن سعد، عن يعقوب بن إبراهيم به.
وأخرجه أبو داود في السنن (١/ ٥١٥) (٨٢٣)، والترمذي في السنن (٢/ ١١٦) (٢٣١١)، والبخاري في جزء القراءة (ص ٣٦، ٨٧، ٨٨)، والبزار في المسند (٧/ ١٤٦)، والهيثم بن كليب في مسنده (٣/ ١٩٤)، وابن خزيمة في صحيحه (٣/ ٣٦)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ٥/ ٨٦، ٩٥، ١٥٦)، والحاكم في المستدرك (١/ ٢٣٨)، والدراقطني في السنن (١/ ٣١٨، ٣١٩)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٢١٥)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٠٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٦٤)، وابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٤٣، ٤٤)، وابن حزم في المحلى (٢/ ٢٢٦) من طرق عن محمد بن إسحاق به.
وقال الترمذي: «حديث عبادة حسن، وقد روى هذا الحديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب». قال: وهذا أصح».
قلت: إسناد حديث محمد بن إسحاق ضعيف، فأما محمد بن إسحاق فقد صرح بالتحديث عند الدارقطني وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي، فأُمنت علة تدليسه، لكن يبقى في الإسناد علّتان:
الأولى: عنعنعة مكحول الشامي، ولم يصرح بالتحديث في هذه الطرق، وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين، وقال: «مكحول الشامي الفقيه المشهور، تابعي، يُقال: إنه لم يسمع من الصحابة إلا عن نفر قليل، ووصفه بذلك ابن حبان، وأطلق الذهبي أنه كان يدلس، ولم أره للمتقدّمين إلا في قول ابن حبان». طبقات المدلسين (ص ٤٦).
الثانية: الاضطراب في إسناده، ومخالفة زيد بن واقد لابن إسحاق، فابن إسحاق يرويه عن مكحول عن محمود بن الربيع.
وزيد بن واقد يرويه عن مكحول عن نافع بن محمود بن الربيع، ونافع مجهول.
وروايته أخرجها: الدارقطني في السنن (١/ ٥١٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٦٤) من طرق عن زيد بن واقد عن مكحول به.
وأخرجه النسائي في السنن (٢/ ١٤١)، والبخاري في خلق أفعال العباد (ص ١٠٦)، والدارقطني في السنن (١/ ٣٢٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٦٥)، والقراءة خلف الإمام (ص ٥٠)، والمزي في تهذيب الكمال (٢٢/ ٢٩٢) من طريق صدقة بن خالد عن زيد بن واقد عن حرام بن حكيم عن نافع بن محمود عن عبادة به.
قال الدارقطني: «هذا إسناد حسن، رجاله ثقات كلهم».
وقال البيهقي: «الحديث صحيح عن عبادة». السنن الكبرى (٢/ ١٦٩).
وأخرجه الدارقطني في السنن (١/ ٣٢٠) رقم: (١٣) من طريق يحيى بن عبد الله البَابْلُتِي عن صدقة بن خالد عن زيد بن واقد عن عثمان بن أبي سودة عن نافع بن محمود به.
ومدار هذه الأسانيد كلها على نافع بن محمود بن الربيع.
ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٤٧٠). وقال ابن عبد البر: «مجهول». التمهيد (١١/ ٤٦).
وقال الذهبي: «ثقة». الكاشف (٣/ ١٧٤). وقال ابن حجر: «مستور».
ولعل الأقرب قول ابن حجر؛ إذ لم يوثّقه سوى ابن حبان على قاعدته في توثيق المجهولين.
ورواية زيد أرجح من حيث القوة والضبط والإتقان، فزيد شامي ثقة، وهو أوثق من ابن إسحاق، بل إنه من كبار أصحاب مكحول.
قال يعقوب الفسوي: «سألت أبا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم (دُحيم): أي أصحاب مكحول أعلى؟ (فذكر جماعة) ثم قال: لكن زيد بن واقد وبرد بن سنان من كبارهم». المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٩٤، ٣٩٥).
وقال عبد الرحمن النصري: قلت له (يعني أبا زرعة): «فيزيد بن يزيد فوق العلاء بن الحارث؟ قال: نعم، قلت: فنعمان بن موسى فوق يزيد؟ قال: نعم، وهو المقدّم في أصحاب مكحول؟ قال: نعم، قلت: فمن بعد العلاء بن الحارث؟ قال: زيد بن واقد». تاريخ أبي زرعة الدمشقي (٣٩٤).
فإذا رجع الحديث إلى زيد بن واقد ففي سنده مجهول، فهو ضعيف.
وذكر ابن عبد البر وجهاً آخر من الاختلاف على مكحول فقال: «رواه الأوزاعي عن مكحول عن رجاء بن حيوة عن عبد الله بن عمرو ـ فذكر الحديث، ثم قال: ـ ومثل هذا الاضطراب لا يثبت فيه عند أهل العلم بالحديث شيء، وليس في هذا الباب ما لا مطعن فيه من جهة الإسناد غير حديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة، وهو محتمل التأويل». التمهيد (١١/ ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>