(٢) سنده ضعيف، والصحيح أنَّه من حديث أمِّ حبيبة. وهو عند ابن الآبنوسي في جزء فيه عوال حسان منتقاة وغرائب (ل: ٣/ ب)، والدارقطني في الأفراد (٥/ ٣٤٩ ـ أطرافه)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٢٠). ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في السنن (١/ ٣٦١) (١١٤٢). وأخرجه النسائي في السنن (٣/ ٢٦٤)، وفي الكبرى (١/ ٤٦٢)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٢٥٥)، والمزي في تهذيب الكمال (٢٥/ ٣١٠) من طرق عن محمد بن سليمان به. وقال الدارقطني: «تفرَّد به محمد بن سليمان الأصبهاني، عن سهيل، عنه». كذا قال، وذكر في العلل (٨/ ١٨٤) أنَّه رواه بمثل رواية ابن الأصبهاني أيوب بن سيار. وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة إلاَّ محمد بن سليمان الأصبهاني». قلت: وهو متكلَّم فيه، وقال عنه الحافظ: «صدوق يخطئ». وهذا الحديث مِمَّا أخطأ فيه، وتبع فيه الجادة في رواية سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقد خالفه فليح بن سليمان. قال النسائي: «هذا خطأ، ومحمد بن سليمان ضعيف، هو ابن الأصبهاني». وقال أيضاً في الكبرى (١/ ٤٦٢): «هذا الحديث عندي خطأ، ومحمد بن سليمان ضعيف، وقد خالفه فليح بن سليمان، فرواه عن سهيل، [عن] أبي إسحاق». وذكر الدارقطني كما تقدَّم متابعاً لابن الأصبهاني، إلاَّ أنَّه ضعيف، ووهَّم روايتهما وقال: «وقول فليح أشبه بالصواب». العلل (٨/ ١٨٥)، وانظر: (٥/ ل: ١٧٨/ أ). قلت: ورواية فليح أخرجها النسائي في السنن (٣/ ٢٦٢)، وفي الكبرى (١/ ٤٦٢)، وابن خزيمة في صحيحه (٢/ ٢٠٥)، والدارقطني في العلل (٥/ ل: ١٧٩/ أ) عن فليح، عن سهيل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحسين بن رافع، عن عنبسة، عن أمِّ حبيبة. وأخرجه الترمذي في الجامع (٢/ ٢٧٤) (٤١٥) من طريق الثوري، عن أبي إسحاق به كرواية فليح، وهذه متابعة قاصرة له. وقال الترمذي: «حسن صحيح». قلت: وقد اختلف في حديث أم حبيبة وقفاً ورفعاً، وهذا أصحها، وتقدَّم تخريجه من صحيح مسلم تحت حديث رقم: (٧٨)، وانظر: السنن الكبرى للنسائي (٤/ ٤٦١)، والعلل للدارقطني (٨/ ١٨٤)، (٥/ ل: ١٧٧/ ب ـ ١٧٩/ ب).