للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بإطرابلس، نا أبي (١) قال: «كُنَّا عِنْدَ المَأْمُونِ، فَبَكَّرَ الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ (٢) فِي وَقْتٍ لَمْ يَكُنْ يَجِيءُ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ المَأْمُونُ: مَا بَكَّرَ بِكَ فِي هَذَا الوَقْتِ؟ قَالَ: أُعْجُوبَةٌ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ! قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: عِنْدِي جَارِيَتَانِ، مَكِيَّةٌ وَمَدَنِيَّةٌ، فَلَمَّا كَانَ فِي سَحَرِ هَذَا اليَوْمِ مَدَّتِ المَكِيَّةُ يَدَيْهَا إِلَى المَعْنِي، فَدَفَعَتْهَا المَدَنِيَّةُ، فَقَالَتِ المَكِيَّةُ، أَلَيْسَ سُلَيمَانَ بنَ بِلَالٍ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مَوَاتاً فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا؟ فَقَالَت المَدَنِيَّةُ: أَلَيْسَ مَالِكَ بنَ أَنَسٍ حَدَّثَنَا، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: لَيْسَ الصَّيْدُ لِمَنْ أَثَارَهُ، إِنَّمَا الصَّيْدُ لِمَنْ صَادَهُ؟ قاَلَ: فَضَحِكَ المَأْمُونُ حَتَّى اسْتَلْقَى، فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ: لِمَنْ تَقْضِي بهِ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لِمَنْ شَاءَ المَوْلَى» (٣).

[٤٢٧] حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن السريِّ النَّهْرَوَاني (٤)، نا أبو بكر محمد بن جعفر العسكري (٥)، نا يوسف بن أحمد بن الحَكَم البصري (٦) قدم مجتازاً علينا، نا


(١) له ذكر في ترجمة ابنه، كما تقدَّم.
(٢) الحسن بن سهل بن عبد الله أبو محمد، وهو أخو ذي الرياستين الفضل بن سهل، توفي سنة (٢٣٦ هـ).
كان من المجوس فأسلم هو وأبوه وأخوه في أيام هارون الرشيد، ثم صار وزيراً للمأمون، ولم يزل يرتقي عنده حتى تزوَّج المأمون ابنته بوران، وكان جواداً كريماً.
انظر: تاريغ بغداد (٧/ ٣١٩)، السير (١١/ ١٧١).
(٣) لم أقف عليه من هذا الطريق.
والحديثان المذكوران لا أصل لهما.
وهذه القصة أوردها المصنف (ل: ٢٥٦/ أ) بسند آخر عن الأصمعي يرويها عن سليمان بن الربيع.
وذكرها ابن حجر أيضاً في اللسان (٢/ ٢٥٣) من طريق آخر عن الأصمعي من قصة الفضل ابن الربيع، ووصف أحد رواتها أنَّه يروي العجائب.
وانظر: نصب الراية (٤/ ٣١٨).
ولا إخال القصة تصح؛ لاضطراب رواتها وجهالتهم.
(٤) وقعت كنيته في الأصل و (ف): (أبو بكر)، وذكره الخطيب في تاريخه وكنَّاه بأبي الحسن، وكذا في الجامع لأخلاق الراوي، وقال: «قدم علينا بغداد في حياة أبي الحسين بن بشران، وكتبنا عنه، وكان صدوقاً». تاريخ بغداد (١/ ٣٠٧).
(٥) محمد بن جعفر بن أحمد أبو بكر التميمي العسكري، ذكره الخطيب في تاريخه (٢/ ١٤٦) ولم يذكر فيها جرحاً ولا تعديلاً، ووقع في أدب الإملاء للسمعاني محمد بن أحمد بن جعفر العسكري!
(٦) لم أقف على ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>