للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» (١).

[٥٠١] حدثنا الحارث، نا داود بن المحبَّر، نا بَحر بن كَنيز السَّقاء، عن عمران القصير، عن أبي سعيد الإسكندراني قال: قال رسول الله : «الجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ، وَالثَّرِيدُ بَرَكَةٌ، وَالسَّحُورُ بَرَكَةٌ، تَسَحَّرُوا فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي القُوَّةِ وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ، تَسَحَّرُوا وَلَوْ عَلَى جُرَعٍ مِنْ مَاءٍ، صَلَوَاتُ الله عَلَى المُتَسَحِّرِينَ» (٢).

[٥٠٢] حدثنا الحارث، نا داود بن المحبَّر، نا حماد (٣)، عن عاصم بن بَهدَلة، عن مُغيث، عن حفصة زوج النَّبِيِّ : «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلَ يَوْم الاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ، وَالاثْنَيْنِ مِنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى» (٤).


(١) سنده ضعيف جدًّا، وصحَّ الحديث من طريق أخرى.
في سنده داود بن المحبر وهو متروك، كما في التقريب.
والحديث مروي من طرق أخرى عن حماد بن سلمة، تقدَّم ذكرها (رقم: ٤٤٤)، وهو مخرَّج في الصحيحين من طرق أخرى عن ابن صهيب، وانظر: (رقم: ٢٣١).
(٢) سنده ضعيف جدًّا ومرسل، ولجمل الحديث شواهد.
وهو عند الحارث في مسنده كما في بغية الباحث (١/ ٤١٤)، وإتحاف الخيرة (٣/ ٤٣٢).
وقال البوصيري: «رواه الحارث بسند ضعيف لضعف بحر بن كثير (كذا) وداود بن المحبر».
قلت: داود متروك، لكنه لم ينفرد به، فالعلة بحر السقاء، وهو ضعيف، ومنهم من تركه.
وتقدَّم هذا الحديث من طريق آخر عن بحر السقاء به برقم: (٣١).
(٣) هو ابن سلمة.
(٤) ضعيف.
وفي إسناده داود بن المحبر، وهو متروك كما تقدَّم.
ومغيث هو الخزاعي، ولم أجد مَن ترجم له.
والحديث مرويٌّ من طريق أخيه سواء الخزاعي، فلا أدري هل داود بن المحبر رواه عن مغيث، أم أنَّ في السند سقطاً تقديره: (عن سواء أخي مغيث، عن حفصة)، كما ورد في بعض الطرق، ولعل هذا الأظهر، والله أعلم.
واختلف على عاصم بن أبي النجود في إسناده:
فرواه أبو داود في السنن (٢/ ٨٢٢) (٢٤٥١) عن إسماعيل بن موسى.
والنسائي في السنن (٤/ ٢٠٣) من الطريق نضر بن شميل.
والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٢٠٢) عن حبان.
وأحمد في المسند (٤٤/ ٦٠، ٦٤) عن أبي كامل الجحدري وروح.
وأبو يعلى في المسند (٦/ ٣٠٠) عن عبد الأعلى بن حماد.
والطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ٢٠٤) من طريق حجاج بن منهال.
والبيهقي في الشُّعب (٧/ ٤٣٣، ٤٣٤) من طريق عبد الواحد بن غياث، كلهم عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن سواء، عن حفصة.
وتابع حماد بن سلمة إبراهيمُ بنُ طهمان، ذكره الدارقطني في العلل (٥/ ل: ١٥٧/ أ).
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ٢٠٤) من طريق قيس بن الربيع.
والدارقطني في العلل (٥/ ل: ١٥٧/ أ) من طريق الثوري.
وذكره تعليقاً عن عبد الملك بن الحسن النخعي، ثلاثتهم عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن سواء، عن حفصة.
وذكر النسائي والدارقطني ألواناً أخرى من الاختلاف على عاصم، فتارة يزيد في إسناده، وتارة يرويه عن عائشة بدل حفصة. انظر: السنن (٤/ ٢٠٣)، والسنن الكبرى (٢/ ١٤٨)، والعلل (٥/ ل: ١٥٧/ أ).
قلت: وعاصم بن بهدلة ابن أبي النجود صدوق له أوهام، ولعل هذا الاضطراب من أوهامه، ثم في السند سواء الخزاعي، ذكره ابن حبان في الثقات (٤/ ٣٤٧)، وفيه: (سواد) بالدال، وقال عنه الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة وإلاَّ فليِّن الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>