للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه، وقرأتُ أيضاً على الأجلِّ أبي طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف، قالَا: أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري (١)، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لُوْلُو الوراق، قال: قُرئ على أبي حفص عمر بن أيوب السَّقطي (٢)، نا أبو عُبيدة بن فضيل بن عياض (٣)، نا مالك بن سُعير، نا هشام بن سعد، نا زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، [فَأَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ] (٤) تَحَابُّوا، كَيْفَ يَرَى أَحَدُكُمْ أَنْ قَدْ آمَنَ وَلَا يُؤْمَنُ جَارهُ بَوَائِقهُ؟ فَأَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» (٥).

[٥١١] حدثنا داود بن رُشيد، نا بقية بن الوليد، عن شعبة بن الحجَّاج قال: كتب إليَّ منصور بن المعتمر وقرأته عليه: سمعتُ أبا عثمان مولى المغيرة بن شعبة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله يقول: «لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِيٍّ» (٦).


(١) قوله: (أنا أبو محمد .. ) إلى (الجوهري) مكررة في (ف) مرتين.
(٢) عمر بن أيوب بن إسماعيل بن مالك، أبو حفص السَّقطي، توفي سنة (٣٠٢ هـ).
قال الدارقطني والخطيب: «ثقة».
انظر: سؤالات السهمي (ص ٢٢٦)، تاريخ بغداد (١١/ ٢١٩)، السير (١٤/ ٢٤٥).
(٣) ضعفه الجوزقاني وتبعه ابن الجوزي، ووثقه الدارقطني، وأخرج له ابن حبان والحاكم.
والذي يظهر أنَّه ثقة، فلم يضعفه أحد من المتقدمين.
انظر: الأباطيل (٢/ ١٦٢)، العلل المتناهية (١/ ٥٧)، الميزان (٦/ ٢٢٣)، اللسان (٧/ ٧٩).
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، والتصويب من (ف).
(٥) حسن.
ولم أقف عليه من حديث زيد بن أسلم عن أبي صالح إلاَّ عند المصنف.
وسنده حسن، فمالك بن سُعير لا بأس به، كما في التقريب، وهشام بن سعد وإن كان متكلماً فيه من قبل حفظه، إلاَّ أنَّ روايته عن زيد قوية؛ فهو أثبت الناس في زيد بن أسلم على قول أبي داود. انظر: تهذيب الكمال (٣٠/ ٢٠٤).
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (١/ ٧٤) من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح به نحوه، وليس فيه ذكر الجار.
(٦) حسن.
وأخرجه أبو داود في السنن (٥/ ٢٣٢) (٤٩٤٢)، والترمذي في الجامع (٤/ ٢٨٥) (١٩٢٣)، وأحمد في المسند (١٣/ ٣٧٨)، (١٦/ ٣٠)، والبخاري في الأدب المفرد (ص ١٣٦)، والطيالسي في المسند (٤/ ٢٦١، ٢٦٢)، وابن أبي شيبة في المصنف (٥/ ٢١٤)، وابن حبان في صحيحه (٢/ ٢٠٦ ـ الإحسان)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٥٤)، والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ١٦١)، وفي الشُّعب (٢٠/ ١٧٠ ـ ١٧٢)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص ٤٤٠)، والخطيب في تاريخه (٧/ ١٨٣)، وفي الفصل للوصل (٢/ ٨١٢، ٨١٣)، والبغوي في شرح السنة (٦/ ٤٤٧) من طرق عن شعبة به.
وقال الترمذي: «حديث حسن».
وأخرجه أحمد في المسند (١٥/ ٤٣٩)، (١٦/ ٣٢، ٥٥٨)، وأبو يعلى في المسند (٥/ ٤٢٠، ٤٢١)، وابن حبان في صحيحه (٢/ ٢١٣ ـ الإحسان)، وابن أبي الدنيا في العيال (١/ ٤٢٥)، والقطيعي في جزء الألف دينار (ص ٣٧٨)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٢٤٨)، والمزكي في الفوائد المنتخبة (ص ٩٥، ٩٦)، والخطيب في تاريخه (٦/ ١٧١)، وابن عبد الباقي في أحاديث الشيوخ الثقات (٢/ ٥٨٨) من طرق عن منصور بن المعتمر به.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو عثمان هذا هو مولى المغيرة وليس بالنَّهدي، ولو كان النهدي لحكمت بصحَّته على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي.
قلت: ووقع في جزء الألف دينار (النهدي)، وهو وهم.
وأبو عثمان هذا صدوق، فقد ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٥٧٦)، وأخرج له في الصحيح، وكذا حسن له الترمذي وصحح له الحاكم، ثم إنَّ الراوي عنه منصور بن المعتمر قال عنه
أبو داود: «منصور لا يروي إلاَّ عن كلِّ ثقة». سؤالات الآجري (١/ ١٨٥).
فقول الحافظ فيه: «مقبول» فيه نظر، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>