للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه وأنا أسمع سنة خمس عشرة وثلاث مئة، نا هشام بن عمار بن نُصَير ابن مَيْسَرة السُّلَمي، نا مالك بن أنس الأصبحي المدني، حدَّثني ابن شهاب الزهري (١)، عن أنس ابن مالك: «أَنَّ رَسُولَ الله دَخَلَ يَوْمَ الفَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ» (٢).

[٥١٩] وأخبرنا ابن النَّقور، نا الوزير أبو القاسم إملاء، نا البغوي، نا خلف بن هشام، نا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس قال: «دَخَلَ رَسُولُ الله مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ قِيلَ: هَذَا ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ : اقْتُلُوهُ» (٣).

[٥٢٠] أخبرنا ابن النَّقور، أنا الوزير أبو القاسم (٤)، نا البغوي، نا داود بن رُشيد، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء، نا بُسر (٥) بن عُبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله ابن (٦) السعدي قال: سمعت رسول الله يقول:

«لَا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الكُفَّارُ» (٧).


(١) (الزهري) ليست في (ف).
(٢) صحيح.
وتقدَّم بإسناده ومتنه برقم: (٣٨٤) عن شيخ آخر من شيوخ السِّلفي.
(٣) صحيح.
وتقدَّم بإسناده ومتنه برقم: (٣٨٤).
(٤) هو عيسى بن علي الوزير.
(٥) في الأصل: (بِشر)، والتصويب من (ف) وكتب الرجال والتخريج.
(٦) (ابن) ليست في (ف)، وهو عبد الله بن عمرو بن وقدان القرشي، يُعرف بابن السعدي.
(٧) صحيح لغيره.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠١) عن أبي القاسم السمرقندي، عن ابن النقور به. ومن طريق أبي الحسين بن الآبنوسي، عن عيسى بن علي الوزير به.
وأخرجه النسائي في السنن (٧/ ١٤٦)، وفي الكبرى (٥/ ٢١٦) من طريق عيسى بن مساور.
والبخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٨)، وابن قانع في معجم الصحابة (٢/ ٧٥) من طريق الحميدي.
والطحاوي في شرح المشكل (٧/ ٤٤) من طريق دحيم.
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٦٧٢) من طريق محمد بن عمرو الغزي، كلهم عن الوليد ابن مسلم به.
وخالف هؤلاء الرواة: عمرو بن عثمان، فرواه عن الوليد، عن عبد الله بن العلاء، عن بسر، عن عبد الله بن محيريز، عن عبد الله بن السعدي، أخرجه من طريقه ابن حبان في صحيحه (١١/ ٢٠٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٠، ٣٠١).
فجعله عن ابن محيريز بدل أبي إدريس، وهذه الرواية صحيحة عن الوليد، فقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه (٣١/ ٣٠١، ٣٠٢) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن الوليد به، وقال: فيه: عن أبي إدريس الخولاني، وعبد الله بن محيريز، فجمع بينهما، مما يدل أنَّ الحديث كان عند الوليد عن الوجهين.
وقد رواه الإمام أحمد في المسند (٣٧/ ١٠)، والبخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٧)، والطحاوي في شرح المشكل (٧/ ٤٤)، والبيهقي في السنن الكبرى (٩/ ١٧)، وابن قانع في معجم الصحابة (٢/ ٧٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٥) من طريق يحيى بن حمزة.
وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٦٧٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٥) من طريق عثمان بن عطاء، كلاهما عن عطاء الخراساني، عن عبد الله بن محيريز، عن عبد الله بن السعدي به.
وهذا يقوي رواية الوليد عن ابن محيريز.
ولعبد الله بن العلاء بن زبر طريق آخر عن بسر:
أخرجه النسائي في السنن (٧/ ١٤٧)، وفي الكبرى (٥/ ٢١٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٣) من طريق مروان بن محمد.
والنسائي في الكبرى أيضاً (٥/ ٢١٦)، والطحاوي في شرح المشكل (٧/ ٤٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٢) من طريق عمرو بن أبي سلمة. (وتصحف في الكبرى ابن زبر إلى ابن زيد!).
والبخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٦٧٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٢) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء.
وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٣) من طريق زيد بن يحيى، أربعتهم عن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن بُسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن حسان بن عبد الله الضمري، عن عبد الله بن السعدي.
فلعل الحديث كان عن أبي إدريس على الوجهين، فمرة ذكر الواسطة بينه وبينه ابن السعدي، ومرة لم يذكرها، والله أعلم.
وأخرجه النسائي في الكبرى (٥/ ٢١٧)، والبخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣/ ١١٤)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ١٨٥، ١٨٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٤) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الوليد ابن سليمان بن أبي السائب، عن بسر بن عبيد الله، عن عبد الله بن محيريز، عن عبد الله بن السعدي، عن محمد بن حبيب المصري (وقيل: النصري) مرفوعاً.
قال النسائي: «محمد بن حبيب هذا لا أعرفه».
وتابعه نعيم بن حماد، عن الوليد بن مسلم، عن الوليد بن سليمان، أخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٤).
قلت: ذكر محمد بن حبيب زيادة في الإسناد، وهو وهم، وقد أنكره ابن جوصا وأبو زرعة الدمشقي ومحمود بن خالد وغيرهم على أبي المغيرة عبد القدوس الخولاني، وذكر المزي أنَّه توبع، فالحمل فيه على الوليد بن سليمان بن أبي السائب، وإلى ذلك يشير ابن عساكر بقوله:
«وأخطأ فيه، ولم يتابعه أحد على ذكر محمد بن حبيب».
انظر: تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٣)، تحفة الأشراف (٦/ ٤٠٢، ٤٠٣).
وأخرجه أحمد في المسند (٣/ ٢٠٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٦، ٣٠٧) من طريق إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن مالك بن يخامر، عن عبد الله بن السعدي.
ومما سبق يتضح أنَّ الحديث عن عبد الله بن السعدي صحيح ثابت من الطرق المتقدمة، إلاَّ طريق الوليد بن سليمان بن أبي السائب.
قال أبو زرعة الدمشقي: «الحديث صحيح مثبت عن عبد الله بن السعدي، كذا رواه الثقات الأثبات، منهم: مالك بن يخامر، وأبو إدريس الخولاني، وعبد الله بن محيريز، وغيرهم، ومحمد ابن حبيب زيادة لا أصل له». تاريخ دمشق (٣١/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>