(٢) لم أقف عليه إلاَّ عند المصنف. وفيه أم الضحاك، وهي مجهولة. (٣) سنده ضعيف، والصواب فيه الإرسال. وأخرجه الترمذي في الجامع (٥/ ١٧٠) (٢٩٢٨)، وحفص بن عمر الدوري في جزء قراءات النبي ﷺ (ص ٥٣)، وابن أبي داود في المصاحف (١/ ٣٨٨)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٢٢٤ ـ أطرافه) من طرق عن أيوب بن سويد الرملي به. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الزهري عن أنس بن مالك إلاَّ من حديث هذا الشيخ أيوب بن سويد الرملي، وقد روى بعض أصحاب الزهري هذا الحديث عن الزهري، عن النبيِّ ﷺ … وقد روى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب: أنَّ النبي ﷺ … ». وقال الدارقطني: «تفرَّد به أيوب بن سويد الرملي، عن يونس، عنه». قلت: وأيوب بن سويد فيه ضعف. وسأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الطريق فقال: «هذا حديث منكر بهذا الإسناد». علل الحديث (٢/ ٧٤). قلت: وقد جاء من طريقين آخرين عن الزهري. أخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (٢/ ٢٥٤) من طريق عباد بن كثير، عن عُقيل بن خالد، عن الزهري، عن أنس. وسنده واه، فعباد بن كثير الثقفي متروك، كما في التقريب. قلت: وأخرجه المصنف كما سيأتي برقم: (٦٧٣) من طريق عبيد الله بن طلحة الخزاعي، عن الزهري، عن أنس به. وفيه يحيى بن خالد المهلبي، وفيه لين، وعبيد الله بن طلحة، وهو مقبول كما في التقريب. لذا قال ابن عدي: «وقد روي هذا الحديث عن الزهري، عن أنس، وليس ذاك أيضاً بمحفوظ». الكامل ٥/ ٢٨٧). قلت: وقد اختلف على الزهري في إسناده على أوجه عدة، وأرجح الطرق إليه عنه رواية معمر وطلحة بن عبيد الله، كلاهما عن الزهري مرسلاً. أخرجه أبو داود في السنن (٤/ ٢٩٣) (٤٠٠٠)، وابنه أبو بكر في المصاحف (١/ ٣٨٩، ٣٩٠) من طريقين عن معمر، عن الزهري مرسلاً. زاد أبو داود: قال معمر: وربما ذكر ابن المسيب (يعني الزهري). وأخرجه الدوري في جزء القراءات (ص ٥٥، ٥٦)، وابن أبي داود في المصاحف (١/ ٣٩١، ٣٩٢) من طرق عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن الزهري مرسلاً. وطلحة المذكور هنا ثقة كما في التقريب، وهو والد عبيد الله بن طلحة المتقدم وكلاهما يكنى أبا المطرف. وقال أبو داود: «هذا أصح من حديث الزهري عن أنس، والزهري عن سالم عن أبيه». وأما الأوجه الأخرى المروية عن الزهري ففي أسانيدها ضعف، وذكرها الدارقطني في العلل (٨/ ٢٨)، ورجَّح الطريق المرسلة، فقال: «والمحفوظ عن الزهري: أنَّ النبيَّ ﷺ وأبا بكر وعمر، مرسل». وكذا رجَّح أبو داود وابن عدي الرواية المرسلة.