كتاب المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي (1 - 10) ت بو شامة

الجزء السابع من المشيخة البغدادية - من فوائد هناد أيضا مدرج على شيوخه - ج: 2 - ص: 851

وتسعين، أنشدنا هنَّاد بن إبراهيم النَّسَفي، أنشدني محمد بن القاسم الفَارِسي، لأبي محمد ابن وَرْقاء (١):

الحَمْدُ للهِ عَلَى مَا قَضَى … فِي المَالِ لَمَّا حَفِظَ المُهْجَه (٢)

ولَمْ تَكُنْ مِنْ ضِيقَةٍ هَكَذا … إِلاَّ وَكانَتْ بَعْدَها فَرْجَه (٣).

[٦٧٩] أنشدني محمد بن القاسم الفارِسي، لبعضهم:

مَا إِن تُبَالِي إِذا أَرْوَاحُنَا سَلِمَت … بِمَا فَقَدْنَاه مِنْ مَالٍ وَمِن نشَبِ (٤)

فَالمَالُ مُكْتَسَبٌ وَالعِزُّ مُرْتَجَع … إِذا النُّفُوسُ وَقَاهَا اللهُ مِنْ عَطَبِ (٥).

[٦٨٠] أخبرنا الحسين بن محمد بن يعقوبَ (٦) بالبصرة، نا أبو عبد الله محمد بن علي الواعظ، نا علي بن عبد الله، نا أحمد بن علي الدَّهَّان، نا محمد بن عبد الوهاب (٧)، قال: سمعتُ يحيى بن معاذ (٨) يقول: «لَا تُعَلِّقْ قَلْبَك بالنَّاسِ، فَإنَّكَ إنْ عَلَّقْتَ قَلْبَكَ بالنَّاسِ خَذَلُوكَ، وَإِنْ عَلَّقْتَ قَلْبَك باللهِ خَدَمُوكَ، وَمَن لَم يَرْضَ مِنَ الدُّنْيَا ببُلْغَةٍ وَقَعَ فِيهَا فِي غَمٍّ طويل، ومَن اهْتَمَّ بغَدَائِه لَم يَتَهَنَّ بعَشَائِه» (٩).

---

(١) جعفر بن محمد بن ورقاء أبو محمد الشيباني الأمير، مولده سنة (٢٩٢ هـ)، وتوفي سنة (٣٥٢ هـ).
قال الذهبي: «من كبار عرب الشام، وكان فارساً شجاعاً، عارفاً باللغة، وكان خصيصاً بسيف الدولة».
انظر: تاريخ الإسلام ()، الوافي بالوفيات (١١/ ١١٤).
(٢) المُهجة: الدم أو دم القلب والروح. القاموس المحيط (١/ ٢١٥).
(٣) أورد الأبيات القاضي التنوخي في الفرج بعد الشدة (٥/ ٤٧)، والصفدي في الوافي بالوفيات (١١/ ١١٤).
(٤) النَّشَب: بمحركتين، المال الأصيل من الناطق والصامت. انظر: القاموس المحيط (١/ ١٣٧).
(٥) أورد الأبيات القاضي التنوخي في الفرج بعد الشدة (٥/ ٤٩).
(٦) لم أقف على ترجمته، وكذا على الرواة الثلاثة بعده.
(٧) لعله القناد السكري أبو يحيى الكوفي.
(٨) أبو زكريا الرازي الواعظ الصوفي.
قال الذهبي: «له كلام جيِّد ومواعظ مشهورة».
انظر: تاريخ بغداد (١٤/ ٢٠٨)، السير (١٣/ ١٥).
(٩) لم أقف عليه.