للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٠٧] أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزَجِي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزَّاز، أنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عَرَفة (١)، أنا أحمد بن يحيى الشَّيْبَاني (٢)، عن الرِّيَاشِي (٣) قال: قال الأصمعي: «رَأيتُ أَعْرَابيًّا يَجُولُ فِي أَزِقَّةِ البَصْرَة، وهو يقول:

يَا أَهْلَ ذا الدَّارِ وُقِيتُمْ هَمَّكُمْ … أَلَا انظُرُوا فِي حَاجَةِ ابنِ عَمِّكُم

وَأَطْعِمُوهُ جَرْدَقاً (٤) مِنْ خُبْزِكُم … ولَطِّخُوه هكَذا مِنْ سَمْنِكُم

يَنفَعُهُ اليومَ وَلَا يَضُرُّكم

قال: ما قلَّ بَابٌٍ وَقَفَ عَلَيْهِ إِلاَّ أَخْرَجُوا إلَيْه رَغِيفاً وعَلَيْهِ سَمْنٌ. قال الأصمعيُّ: فَأَخذتُ بيَدِه فَأَتَيْتُ به المَنْزِلَ، فقَدَّمْتُ إلَيْهِ طَعَاماً، فحَسَرَ عَن ذرَاعَيْهِ، وأقْبَلَ يأْكُلُ وأنْشَأَ يقولُ:

إنِّي عَلى مَا كَانَ مِن هُزَالِي … وخِفَّةِ اللَّحْمِ عَلَى أَوْصَالِي

أَثلمُ جَنْبَ القُرْصِ من حَيَالِي … ثَلْم المَحَاق (٥) جَانبَ الهِلَالِ (٦).

[٧٠٨] أنشدنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنشدنا أبو عمر محمد بن العباس بن (٧) حيويه، أنشدنا أبو بكر بن الأنْبَاري، أنشدنا ثعلب، لأبي عامر الكِلَابي (٨) يرثِي نفسه:


(١) الأزدي الواسطي، المشهور بنفطويه النحوي، مولده سنة (٢٤٤ هـ)، وتوفي سنة (٣٢٣ هـ).
قال الدارقطني: «لا بأس به»، وقال الخطيب: «كان صدوقاً وله مصنفات كثيرة».
انظر: تاريخ بغداد (٦/ ١٥٩)، معجم الأدباء (١/ ١١٤)، السير (١٥/ ٧٥).
(٢) المعروف بثعلب.
(٣) أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي النحوي اللغوي.
(٤) الجَردقة: بالفتح، الرغيف. انظر: القاموس المحيط (٣/ ٢٢٤).
(٥) المحاق: آخر الشهر أو ثلاث ليال من آخره، أو أن يستسِرَّ القمر فلا يُرى غدوة ولا عشية؛ لأنَّه طلع مع الشمس فمحقته. انظر: القاموس المحيط (٣/ ٢٩١).
(٦) لم أقف عليه.
(٧) من هنا تبدأ (ف) بعد النقص.
(٨) لم أقف على ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>