للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أخيه سُفيان بن عُيينة، عن الزهري، عن سالِم، عن أبيه قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله وأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشُونَ أَمَامَ الجَنَازَةِ» (١).


(١) معلول، والصواب فيه الإرسال.
وأخرجه أبو داود في السنن (٣/ ٥٢٢) (٣١٧٩)، والترمذي في الجامع (٣/ ٣٢٩) (١٠٠٧، ١٠٠٨)، والنسائي في السنن (٤/ ٥٦)، وفي الكبرى (١/ ٦٣٢)، وابن ماجه في السنن (١/ ٤٧٥) (١٤٨٢)، وأحمد في المسند (٨/ ١٣٧)، والحميدي في المسند (٢/ ٢٧٦)، والطيالسي في المسند (٣/ ٣٥٨)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٤٧٦)، وأبو يعلى في المسند (٥/ ١٨٣، ٢٠٢)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٤٧٩)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ٧/ ٣١٧، ٣١٨)، والدارقطني في السنن (٢/ ٧٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٢٣) من طرق عن ابن عيينة به.
وقد اختلف في هذا الحديث وصلاً وإرسالاً، فوافق ابنَ عيينة على وصله جماعة، منهم:
ـ بكر بن وائل، ومنصور بن المعتمر، وزياد بن سعد، عند الترمذي في الجامع (٣/ ٣٢٩) (١٠٠٨)، والنسائي في السنن (٤/ ٥٦)، وفي الكبرى (١/ ٦٢٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٢٤).
وأخرج رواية زياد بن سعد أيضاً: أحمد في المسند (٩/ ٩)، (١٠/ ٣٦٩)، والطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٢٨٦)، والخطيب في الفصل للوصل (١/ ٣٣٢).
ـ ابن جريج، عند أحمد في المسند (٩/ ٩)، وأبي يعلى في المسند (٥/ ٢١٣)، والخطيب في الفصل (١/ ٣٣٤).
ـ عُقيل بن خالد، عند أحمد في المسند (١٠/ ٣٦٩)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤٧٩، ١٨٠)، والطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٢٨٦)، والخطيب في الفصل (١/ ٣٣٤، ٣٣٥).
ـ ابن أخي الزهري، عند أحمد في المسند (١٠/ ٢٢٩)، وأبي يعلى في المسند (٥/ ١٩٦).
ـ شعيب بن أبي حمزة، عند ابن حبان في صحيحه (الإحسان ـ ٧/ ٣٢٠).
ـ يونس بن يزيد، عند الطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤٧٩)، والطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٢٨٦)، والخطيب في الفصل (١/ ٣٣٥).
ـ موسى بن عقبة، والعباس بن الحسن، عند الطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٢٨٦).
ـ النعمان بن راشد، عند الخطيب في الفصل (١/ ٣٣٥).
وخالف هؤلاء الرواة الإمامان مالك بن أنس، ومعمر بن راشد.
فرواه مالك في الموطأ (١/ ٣٠٨، ٣٠٩) (٦٠٠).
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ٤٤٤)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤٨٠)، والخطيب في الفصل (١/ ٣٣٦، ٣٣٧) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري به مرسلاً.
ورجَّح جمع من أهل العلم رواية الإرسال على الوصل، مثل عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد، والبخاري، والترمذي، والنسائي، والدارقطني، والخطيب، وابن عبد البر، وابن حجر وغيرهم، ورأوا أنَّ رواية سفيان بن عيينة ومن تابعه فيها إدراج ووهم، وأنَّ الحديث عن سالم كان يذكر فعل أبيه ابن عمر، وأنَّه كان يمشي أمام الجنازة، فزاد فيه الزهري أنَّه كان فعل النبي والخلفاء بعده، فأدرج الرواة كلام الزهري في قول سالم، وذكر بعضهم الحديث المرفوع فقط دون فعل ابن عمر.
وبالنظر في متون روايات الوصل يتبيَّن أنَّ كثيراً منها فيها احتمال الوصل والإرسال، كما قال الخطيب في الفصل (١/ ٣٣٢)، وأشار إليه أيضاً الطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤٨٠).
ويرى البيهقي والألباني أنَّ الوصل زيادة ثقة حافظ فتُقبل، خاصة أنَّ ابن عيينة توبع عليها.
والذي يظهر أنَّ الصواب فيه ما قاله الأئمة الحفاظ من أنَّ الزهري روى فعل ابن عمر عن سالم، وذكر ما كان يفعله رسول الله والصحابة، فأدرجه الرواة عنه في الحديث، وفصله معمر، وذكر مالك الرواية المرسلة حسب، والله أعلم.
وانظر أيضاً: العلل الكبير للترمذي (١/ ٤٠٤)، التمهيد (١٢/ ٩٣)، نصب الراية (٢/ ٢٩٣)، التلخيص الحبير (٢/ ٢٢٦)، إرواء الغليل (٣/ ١٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>