إن الذين حرفوا وعطلوا يعبدون عدما؛ لأنهم قالوا: ليس لله يد، ولو قلنا: إن لله يداً لشبهنا الخالق بالمخلوق؛ لأن اليد جارحة، والجارحة لا تصلح لله عز وجل، ولذلك فروا من القول بأن لله يداً، وقالوا: إن المقصود باليد في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}[الفتح:١٠] النعمة، وهذا وارد في اللغة، وقد جاء في حديث صلح الحديبية أن أبا بكر قال لـ عروة: أنحن نفر عن رسول الله؟ امصص بظر اللات، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، أي: لولا أن لك نعمة عندي لم أكافأك بها لأجبتك على هذه المسبة التي سببتني بها، فقوله: لولا يد لك عندي، اليد هنا بمعنى النعمة.