للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الصفات السبع التي أثبتها الأشاعرة لله جل وعلا وتأويلهم لصفات الله الثابتة]

الأشاعرة هم مؤولة العصر, الذين يحرفون الكلم عن مواضعه, وقد انتشر بين الناس الآن أنهم متكلموا أهل السنة والجماعة وهذا باطل, فإنهم أبعد الناس عن أهل السنة والجماعة, بل هم من يحرف الكلم عن مواضعه.

فهؤلاء أثبتوا لله السبع الصفات: حي عليم قدير, والكلام له, إرادة كذاك السمع والبصر، وهذه الصفات توافق العقل.

إذاً: فهم يثبتون لله جل وعلا الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام وأيضاً السمع والبصر, ثم يحرفون بعد ذلك كل صفة من صفات الله جل وعلا بقاعدة عندهم، وهي تأويل الصفة بالأدلة.

فإذا جاءوا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ثلث الليل الآخر) يقولون: ينزل ربنا بمعنى تنزل رحمته لا ذاته.

وقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر:٢٢] قالوا: تجيء رحمته أو أمره, أو ملائكته, فلا يثبتون الصفة, ويؤولونها بلازمها, وأهل السنة والجماعة يثبتون الصفة.

والفرق بين أهل السنة والجماعة وبين الأشاعرة, أن أهل السنة والجماعة يثبتون الصفة ويثبتون لازمها, فقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبداً نادى في السماء أن يا جبريل إني أحب فلاناً) فالأشاعرة يقولون: المحبة هنا معناها إرادة الثواب, فأثبتوا لازم الصفة, لأن الله إذا أحب عبداً أثابه الجنة, وجعله في جواره في الجنة.

وأهل السنة والجماعة يثبتون أولاً أن الله يحب ويبغض, ثم يثبتون لازم صفة المحبة وهي أن الله إذا أحب عبداً أدخله الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله عبداً عسله, قالوا: يا رسول الله وما عسله؟ قال: وفقه لعمل خير فقبضه عليه, فكان مآله الجنة).

فإذا أحب الله عبداً, فإن لازم هذه المحبة أن يجعله في جواره في الجنة.

فالأشاعرة ما أثبتوا صفة من صفات الله جل وعلا, بل حرفوها عن مواضعها, فقالوا: لا يمكن أن نقول: إن الله في علو, وأنكروا العلو, وقالوا في قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:٥]: معناها الرحمن على العرش استولى!

<<  <  ج: ص:  >  >>