الفائدة الثانية من فوائد أحاديث الشفاعة هي: في قوله صلى الله عليه وسلم: (اختبأت دعوتي؛ شفاعة لأمتي)، يعني: اختبأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة للأمة، فما من نبي إلا ودعا على قومه أن يهلكهم الله جل في علاه بعدما عصوا وعتوا عن أمره، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختبأ دعوته؛ شفاعة لأمته، وهذا يدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته، فإنه صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة، وما بعثه الله جل وعلا إلا رحمة للعالمين، وللكافرين قبل المؤمنين، قال الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:١٠٧]، ورحمة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرة في شرعه صلى الله عليه وسلم، فقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليعرف الأمم بأسرها بربها جل في علاه، ويهديهم الطريق القويم والصراط المستقيم؛ حتى يصلوا إلى ربهم جل وعلا بسلام، وألا تلفحهم نار جهنم.