من فوائد حديث الشفاعة: قال صلى الله عليه وسلم: (فيأتوني فأسجد تحت العرش، فيقال: يا محمد! ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: رب! أمتي أمتي، فيقال: يا محمد! أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب) فمن هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، حتى يحرص الإنسان أن يكون منهم؟ وهل لهم صفات تعرف؛ حتى يتمثل الإنسان بهذه الصفات، لعل الله جل وعلا أن يدخله الجنة من غير حساب ولا عذاب؟ قد بات الصحابة يدوكون ويخوضون أيضاً في صفات هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوضح لهم وصْف هؤلاء فقال:(هم الذين لا يسترقون أو قال: الذين لا يرقون ولا يتطيرون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون) ورواية: (لا يرقون) وإن كانت في صحيح مسلم إلا أنها رواية شاذة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى وأمر بها، وجبريل قد رقى، فهذه الرواية خطأ، وبعض العلماء هروباً من توهيم الراوي أو القول بشذوذ الرواية يقولون:(لا يرقون) أي: لا يرقون بالرقية غير الشرعية، وهذا كلام باطل، وكذلك (لا يسترقون) لا بد أن نشترط فيها شروطاً، وهي: أن تكون رقية شرعية.
فرواية:(يرقون) رواية شاذة.
إذاً:(لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون) كأن جماع هذه الصفات الثلاث قوله: (وعلى ربهم يتوكلون).