للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكبر سبب لدخول النار]

ثم بعد ذلك أتى المصنف بصفات أهل النار, وهي صفات كثيرة جداً لكن استجمعت منها صفة هي أسوء الصفات, وهي أجمع الزلات، وهي مذكورة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين كما أورد ذلك المصنف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، نعوذ بالله من الكبر, فالكبر خلق ذميم مهلكة على صاحبه, وهو أم الكبائر, ومنبع الرذائل، وهو القائد إلى الهلاك, وهو أول ما عصي الله تعالى به، فعندما أمر الله جل في علاه الملائكة أن يسجدوا لآدم تكبر إبليس فلم يسجد لآدم وعصى الله جل في علاه ورد عليه الأمر، كما قال الله تعالى وصور لنا ذلك: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:٣٤]، فالكبر -والعياذ بالله- أقبح الذنوب وأكبرها هلكة على ابن آدم.

والكبر معناه: التعاظم والتجبر, وهو ازدراء الناس وبطر الحق ودفعه وإنكاره, قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكبر غمط الناس وبطر الحق)، وبطر الحق هو: رد الحق كبراً وازدراءً والعياذ بالله، وغمط الناس هو: ازدراء الناس واحتقارهم، فهذا معناه لغة واصطلاحاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>