وقد نقل المصنف لنا الصفات الثبوتية الخبرية من يد وساق ورجل وقدم وعين, فأخبرنا بكل هذه الإخبارات عن النبي صلى الله عليه وسلم, ثم انتقل بنا من الصفات الخبرية إلى الصفات الفعلية.
وضابط الصفات الفعلية لرب البرية: أنها تتجدد, وأنها تتعلق بالحوادث، أما ضابطها لطالب العلم المتقن: أنها تتعلق بالمشيئة, فإن شاء فعل وإن شاء لم يفعل, فهذه هي الصفات الفعلية.
فتتجدد: كما قال الله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}[الأنبياء:٢]، وتدرج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة بتدرج أوامر الله جل وعلا النازلة عليه، فقد كانت تتعلق بالحوادث.
إذاً: فالضابط الذي يريح طالب العلم: أن يضع قبلها إن شاء, فإن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، فالله يتكلم، إن شاء تكلم وإن شاء لم يتكلم، وكذلك في النزول والإتيان والقهر وهكذا.
فالغرض المقصود: أن ضابط الصفات الفعلية لرب البرية: أن تضع قبلها: إن شاء.