للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إثبات صفة اليد لله عز وجل]

لو قيل: إنه قد ورد في صلح الحديبية لما قال عروة للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما أرى حولك إلا أوباشاً من الناس أو قال أشواباً من الناس يفرون عنك، فقال أبو بكر: نحن نفر عن رسول الله؟ امصص بظر اللات، فقال: من القائل؟! قالوا: أبو بكر، فقال له: لولا يد لك عندي ما كافأتك بها لأجبتك) اليد هنا بمعنى النعمة، فهذا دليل على أن معنى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح:١٠] يعني: نعمة الله فوق أيديهم، لا كما تقولون -يا أهل السنة والجماعة- أن المعنى: يد الله فوق أيديهم دون مماسة، هل يد الله تلامس يد البشر؟! لا إذاً معناها النعمة.

يرد عليهم أن الله قال في آية أخرى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:٧٥] فسيصير المعنى أن لله نعمتان، وهذا محال فإن نعائم الله لا تحصى.

الجواب الثاني: لو قلنا بأن اليد بمعنى النعمة والنبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر هذا لصحابته الكرام إذاً قد قصر في البلاغ، وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك، ولو أولنا اليد هنا بمعنى القدرة لكان في ذلك حجة لإبليس حيث سيقول: وأنا يا رب خلقتني بقدرتك كما خلقت آدم بقدرتك، ولا يكون فيه تشريف وتكريم لآدم عليه السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>