تعرف محبة الله في قلب العبد بثلاثة أمور: الأمر الأول: إذا تعارض أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم مع هوى العبد أو مع أي شخص كائن من كان، فإنه إن قدم هواه أو أمر أي شخص على أمر الله وأمر رسوله فهذا يراجع إيمانه؛ لأن الله جل في علاه قال:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) [النساء:٦٥] الآية، وهناك آية هي الشاهد على المحبة، وهي قول الله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران:٣١] أي: علامة المحبة أن تقدم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر أي أحد كائناً من كان، فالله جل وعلا أناط المحبة باتباع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضاً قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:٣٦] هذه أول علامة على محبة الله في القلب.
الأمر الثاني: محبة ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله، إذا أبغض الله الفاحشة فعليك أن تبغض الفاحشة، وإذا أبغض الله كل حرام صغيراً كان أو كبيراً فعليك أن تبغض ما يبغضه الله جل وعلا، وإذا أحب الله الطاعة فعليك أن تحب الطاعة، وإذا أحب الله أهل الطاعة فعليك أن تحب أهل الطاعة، وإذا أحب الله أولياءه المؤمنين وبغض أعداءه الكافرين فيجب عليك أن تحب أولياءه وبغض أعداءه، وإلا فلتراجع إيمانك، فقد قال الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة:٢٢] أي: لا بد أن تجد في قلبك بغضاً لأهل الكفر، ولأهل الإلحاد، وبغضاً للذين يبغضون أهل الإسلام، وتجد في قلبك قوة المحبة لأهل الإيمان، ويتفاوت ذلك في قلبك بتفاوت الطاعة، فكلما كان العبد أطوع لربه كان حبك له أشد وأعظم؛ لأن حب الله له أشد وأعظم.