العرش له حالتان: الحالة الأولى: قبل الخلق، والحالة الثانية: بعد الخلق.
فالعرش قبل الخلق كان على الماء، كما قال الله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}[هود:٧] يعني: العرش كان قبل خلق السماوات والأرض على الماء، ويفسر لنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم -لأن السنة مبينة لمجملات القرآن مفسرة له- وهو يقول:(كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء)، فالله جل في علاه كان ولم يكن شيء مع الله جل في علاه، وكان عرشه على الماء، ثم استوى الله جل وعلا إلى السماء فسواهن سبع سماوات.
فكان الله جل وعلا ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، فاستوى الله جل وعلا إلى السماء بعدما كان العرش على الماء فسواهن سبع سماوات، ثم بعد ذلك أصبح العرش فوق السماء.
وفي الصحيح عن ابن مسعود بسند صحيح وهو في حكم المرفوع أنه قال:(بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء وأخرى مسيرة خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء -وهذه اللفظة فيها كلام- مسيرة خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، ويعلم ما أنتم عليه).