إن أهل السنة والجماعة هم الذين اعتدلوا في هذه المسألة، فهم يأخذون بأدلة كثيرة تدل على أن فاعل المعصية ليس بكافر، بل هو مؤمن ناقص الإيمان، أو أنه خرج من دائرة الإيمان لكنه باقٍ في دائرة الإسلام، وذلك أن مراتب الدين هي: الإسلام والإيمان والإحسان.
وأهل الحق عندما يذكرون الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان يقولون: كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن؛ لأن الإسلام أقل مرتبة من الإيمان، فالمسلمون كثر، ولكن أهل الإيمان أقل، فالإيمان أعم من جهة أنه إسلام وزيادة، فيترقى المرء في سلم القرب إلى الله بالإسلام أولاً، ثم بالإيمان، فالذي يسقط عن مرتبة الإيمان لا ينزل إلى الكفر مباشرة؛ لأن هناك مرتبة تحت الإيمان وهي الإسلام، وفوق درجة الإيمان والإسلام درجة الإحسان، والإسلام أعم من جهة أنه يدخل تحته من الناس أكثر مما يدخل تحت الإيمان، فإذا كان المسلمون كثراً، فإن المؤمنين أقل منهم.