ثم بعد ذلك تأتي شفاعة أولياء الله الصالحين، كما جاء ذلك في حديث القبضة، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن عباد الله الصالحين المؤمنين يقولون:(ربنا إن إخواننا كانوا يصلون معنا، ويزكون معنا، ويحجون معنا)، أي: وهم في النار، فكانوا يصلون ويزكون ويحجون ثم هم في النار، نعوذ بالله من الظلم ونعوذ بالله من الخذلان يوم القيامة, (قالوا: ربنا إن إخواننا كانوا يصلون معنا، ويحجون معنا، ويزكون معنا)، فالله جل في علاه يظهر كرامتهم فيقول:(اذهبوا فأخرجوا من تعرفون من النار, فيخرجون من قال: لا إله إلا الله)، والنار لا تأكل مواضع السجود فمن هم في النار؛ لأن الله جل وعلا حرم على النار أن تأكل مواضع السجود, وكلٌ يعذب في النار على قدر ذنوبه، كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتى المصنف بأكثر من حديث تدل على أن النار تأكل الناس على حسب سيئاتهم, فمنهم من تأكله إلى ساقه, ومنهم من تأكله إلى ركبته, ومنهم من تأكله إلى حقوه, ومنهم من تأكله إلى صدره , لكن النار حرم عليها أن تأكل مواضع السجود، فيعرفونهم بذلك فيخرجونهم بعدما ماتوا وصاروا حمماً، فيلقون في نهر الحياة، ثم ينبتون وبعد ذلك يدخلون الجنة).