أما أهل البدع فما تركونا نهنأ بهذه العقيدة السديدة السليمة، بل شوشوا علينا وأتوا بالمتشابه ليشوشوا علينا هذه العقيدة الصحيحة، فقالوا: الله ليس في السماء، بل الله في السماء وفي الأرض وفي البحار وفي الجبال وفي كل مكان، كما قال قائلهم: ما تراه بعينك فهو الله، يعني: أن كل شيء تراه فهو الله جل في علاه، تقدست أسماؤه وصفاته وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً، وقد زلت أقدام كثير من الناس في هذه الآونة، حتى ممن ينشغلون بالإعجاز العلمي في القرآن، فإنهم يقولون بهذا وزلت أقدامهم في مسألة الاتحاد والحلول، ولذلك الدكتور زغلول النجار يقول في تفسير هذه الآية:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:٥]: لا نقول بأن الله فوق العرش، بل الله في كل مكان.
فهذا القول ضلال مبين، لكن القائل ليس بضال، حتى تقام عليه الحجة ويتعلم؛ فإنه جاهل، وسبب هذه الزلة هو: ضعف العلم في العقيدة.