الفائدة الأخيرة من حديث الشفاعة في قوله صلى الله عليه وسلم:(فذهبوا إلى إبراهيم عليه السلام وقالوا: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض) فهناك من ينتقصون من قدر النبي ويقولون: الخلة لإبراهيم والمحبة لمحمد صلى الله عليه وسلم، وقبل الرد عليهم لابد أن نتكلم عن محبة الله حتى نصل إلى أعلى درجاتها وهي الخلة نقول: لا يستقيم إيمان عبد إلا بمحبة الله جل في علاه، وهذا أصل أصيل وركن ركين في القلب، إن خلا القلب منه فإن الإنسان كافر لا يدخل جنة ربه جل في علاه، بل لا بد من محبة الله، والدليل على ذلك قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة:١٦٥] وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يؤمن أحدكم -نفى الإيمان- حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) فالركن الركين والأصل الأصيل في القلب هو محبة الله عز وجل، ولها أصل ومكمل، والمكمل درجات، أما الأصل فإنه إذا انتفى انتفى الإيمان، وأما المكمل فهو درجات.