[الرد على المعطلة في استشهادهم بقوله تعالى:(تجري بأعيننا) على إنكار صفة الرؤية لله عز وجل]
يبقى هنا إشكال واحد وهو: أن الله تعالى يقول: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر:١٤]، فجاء أهل التحريف والتعطيل وقالوا: هل السفينة كانت تجري في عين الله؟
و
الجواب
أن الباء هنا ليست للظرفية ولكنها للمصاحبة، أي: تجري برؤيتنا، ولازم الرؤية الإحاطة والنصرة والتسديد.
فأنت إذا جاءك ضيف ومعه ولد فقال لك: اعتني بولدي هذا حتى أرجع إليك، فإنك تقول له: ولدك في عيني، أي: سأراه، ولازم رؤيتي له أن أرعاه وأسدده وأحفظه من كل سوء إن استطعت ذلك، وكذلك قولك: أنت في قلبي، تعني: حبك في قلبي، وقولك: أنت في عيني، أو ولدك في عيني، أي: تحت رعايتي وبصري، إذاً فلا إشكال في قول الله تعالى:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر:١٤]، وأن (الباء) ليست للظرفية، وإنما هي للمصاحبة، أي: تصحبك رؤيتي، ولازم ذلك أن تصحبك رعايتي ونصرتي وتوفيقي وتسديدي لك.