وأما السنة: فقد ورد في البخاري ومسلم وفي غيرهما بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه لما حذر أمته من الدجال قال: وسأصفه لكم وصفاً لم يأت به أحد لأمته، إنه أعور، -ثم قال:- وإن ربك ليس بأعور)، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما رأى رعب الصحابة من الكلام عن الدجال عندما قال لهم:(أنه يأتي على الخربة فيقول: أخرجي كنوزك فتخرج، ويأتي إلى السماء فيقول لها: أمطري فتمطر، ويستدبر الأرض كأنما تستدبره الريح) يعني: يقطعها في أوقات قليلة، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: كل هذه الأمور التي هي من مظاهر الربوبية وادعائه الإلهية لا تستغربون منها، فإن فيه علامة تثبت أنه ليس بإله ولا برب، وهذه العلامة:(إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور) أي: له الكمال المطلق، والجلال المطلق، والعظمة المطلقة، والعور عيب، والله منزه ومقدس عن كل عيب، فـ الدجال أعور معيب، (وإن ربكم ليس بأعور)، يعني: له عين لكن هذه العين ليست معيبة.
وهذا محل الشاهد:(وإن ربكم ليس بأعور)، ووجه الدلالة: أنه أثبت لله عيناً وأنها غير معيبة.
وأيضاً هناك بعض الآثار التي تثبت عدد العيون لله ولكنها ضعيفة، ومنها:(يسجد المرء بين عيني الرحمن)، وهذا حديث ضعيف، فيستأنس به فقط.