للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استعاروه وقلدوه فمثلهم {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} (١).

وقد حاول أدونيس أن يشيع ضلالته من خلال ما يسميه شعرًا، ففي أحد المقاطع يتحدث عن الفكر الحديث ويرمز له بالريح وبالعينين المسنونتين التي من شأنها أن تخرج ظلام الرجعة ويقتل ظلام التراث أو هو الإسلام كما يطمح ويريد، ثم يعبر عن السلف بالمقابر، وعن الوحي بالملائكة الذين يرى سقوطهم وعدمهم كناية عن سقوط الشرع والوحي والدين، فيقول:

(كانت الريح عينين مسنونتين

تخرقان الظلام وعاداته، تجرحان

جسد الليل، تشربان

دمه الأسود المصفى

حينما تصعد المقابر أو يسقط الملاك

كانت الريح جنية والأغاني

وجهها واليدين) (٢).

وفي موضع آخر يتحدث عن الملائكة في معرض كلامه عن تاريخ المسلمين فيقول:

(تاريخ مسقوف بالجثث وبخار الصلاة. . .

سكين تكشط الجلد الآدمي، وتصنعه نعلًا لقدمين سماويتين في خريطة تمتد إلخ. . .) (٣).


(١) الآية ١٧١ من سورة البقرة.
(٢) الأعمال الشعرية ٢/ ٢٠٧.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>