للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي موضع آخر يصف ملك الموت بأنه قد مات، وهذا كذب ومخالفة للحقيقة فإنه لا يموت في هذه الحياة الدنيا، والذي ثبت أنه يؤتى بالموت -وليس ملك الموت- يوم القيامة على هيئة كبش فيذبح بين الجنة والنار (١)، قال السياب على لسان حفار القبور:

(لا يهلكون علام تنعب؟ إن: عزرائيل مات!

وغدًا أموتُ غدًا أموت) (٢).

أمّا صلاح عبد الصبور فإنه يذكر ملك الموت في صورة أخرى من التهكم والاستخفاف قائلًا:

(وفي مساء واهن الأصداء جاءه عزريل

يحمل بين أصبعين دفترًا صغير

ومد عزريل عصاه

بسر حرفي "كن" بسر لفظ "كان"

وفي الجحيم دُحرجت روح فلان

يا أيها الإله

كم أنت قاس موحش يا أيها الإله) (٣).

وهذا مقطع من قصيدته الشهيرة "الناس في بلادي" والمترعة بالاعتراض على اللَّه والسخرية به تعالى، وبالقدر وبالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وها هو هنا يسخر من ملك الموت ويصوره في الصورة الهزلية (٤)!!.


(١) أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن، باب: وأنذرهم يوم الحسرة ٤/ ١٧٦٠، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ٣/ ٢١٨٨.
(٢) ديوان السياب: ص ٥٤٦.
(٣) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٣١.
(٤) انظر: شرح الدكتور عبد الباسط بدر لهذه القصيدة وتوضيحه الجيد لما فيها من مآخذ =

<<  <  ج: ص:  >  >>