للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك صورة أخرى، يصف فيها ملكًا، تبدو صورة جميلة، لكنها محتوية على وصف لا يليق بملك كريم، يقول صلاح:

(وحين يأفل الزمان يا حبيبتي

يدركنا الأفول

وينطفي غرامنا الطويل بانطفائنا

يبعثنا الإله في مسارب الجنان درتين

بين حصى كثير

وقد يرانا ملك إذ يعبر السبيل

فينحني، حين نشد عينه إلى صفائنا

يلقطنا، يمسحنا في ريشه، يعجبه بريقنا

يرشقنا في المفرق الطهور) (١).

وهذه أعمال لا يُمكن أن تحدث من ملك لمجرد أنه رأى هذا وحبيبته، وفي وصفه للملك بهذه الأوصاف إلحاق ما لا يليق بملائكة اللَّه تعالى، وهو ضرب من ضروب الانحراف الاعتقادي.

وفي مسرحية الحلاج يقول صلاح على لسان أحد المتصوفة:

(. . . وطريقنا أن تنظر للنور الباطن

ولذا، فأنا أرخي أجفاني في قلبي

وأحدق فيه فأسعد

وأرى في قلبي أشجارًا وثمارًا


= اعتقادية، وتحليله النادر والعميق لمضامينها وأهدافها في كتابه مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي: ص ٦٦ - ٧٧.
(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>