للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل طه حسين (١) ولطفي السيد (٢)، القائل في جريدة "الجريدة" التي كان يصدرها في مصر إبان الاحتلال الإنجليزي: (إن الإنجليز هم أولياء أمورنا في الوقت الحاضر، ولا ينبغي أن نحاربهم ونقاومهم، إنّما واجبنا أن نتعلم منهم، ثم نتفاهم معهم بعد ذلك تصفية ما بيننا من خلافات) (٣).

وهو المعنى نفسه الذي دعا إليه طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر فالطريق عنده (واحدة فذة ليس لها تعدد، وهي أن نسير مسيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم؛ لنكون لهم أندادًا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها وما يجب منها وما يكره. . . ومن زعم لنا غير ذلك فهو خادع أو مخدوع) (٤).

ويشير أحد الحداثيين إلى هذه التهمة الموجه إلى طه حسين وإلى غيره من الحداثيين بشيء من التفصيل النظريّ التسامحيّ التبريريّ فيقول: (ومن التهم التي رددها رشيد رضا (٥). . . . . .


(١) الكاتب والمفكر العلمانيّ المشهور، تخرج من الجامعة المصرية ثم درس في السوربون في باريس حيث عاد بالمناهج الغربية ليقوم ببثها في بلاد المسلمين، تولى عمادة كلية آداب القاهرة، ثم وزارة التعليم، ألف كتبًا عديدة من أشهرها "مستقبل الثقافة في مصر" الذي نفى فيه أن تكون مصر جزءًا من البلاد العربية بل هي عنده جزء من أوروبا، وكتابه في "الشعر الجاهلي" الذي أثار ضجة كبيرة، ورد عليه جملة من المسلمين، عرف عنه شغفه باليونان وبالحياة الغربية وسعيه الشديد في إلحاق بلاد المسلمين بالغرب، توفي في القاهرة سنة ١٣٩٣ هـ. أنظر: الأعلام ٣/ ٢٣١.
(٢) حقوقي وكاتب صحافي وسياسيّ مصريّ، ولد سنة ١٢٨٨ هـ/ ١٨٧٢ م، اشتهر بلقب أستاذ الجيل، شغل رئاسة مجمع اللغة العربية في القاهرة، وقبل ذلك رئاسة الجامعة المصرية، من أوائل دعاة التغريب وطلائع شداة العلمانية. انظر: الصراع بين القديم والجديد ٢/ ١٢٥٢.
(٣) نقلًا عن كتاب واقعنا المعاصر لمحمد قطب: ص ٣٠٧.
(٤) مستقبل الثقافة في مصر: ص ٥٤، نقلًا عن مقال لبها طاهر بعنوان صورة الغرب في أدب طه حسين في كتاب قضايا وشهادات ١/ ١٨١، وهو مقال مسخر للدفاع عن طه حسين وهذا الطرح المهين وأمثاله.
(٥) هو: محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين القلموني البغدادي الأصل الحسيني النسب، ولد سنة ١٢٨٢ هـ، وتوفي سنة ١٣٥٤ هـ، صاحب مجلة المنار، =

<<  <  ج: ص:  >  >>