للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويد تَمنح الملاك أغنيات وأجنحه) (١)

ويقول مخاطبًا وطنه:

(تكبّر تكبّر

فمهما يكن من جفاك

ستبقى بعيني ولحمي، ملاك) (٢).

هذا النص والنصان اللذان قبله قد يقال بأنها محتملة لأوجه عديدة منها ما هو حسن يمكن اعتباره ولو عن طريق المجاز، غير أنه إذا أخذت هذه النصوص في سياق التوجه المعروف عند هذا الشاعر فإنه يمكن أن تعتبر خطوة أخرى في درب تدنيس المقدس ضمن الإطار الأصولي للتوجه الحداثي.

ويتحدث عن محبوبته جاعلًا المَلَكَ أنثى مثل حبيبته، ويصفه بأنه يمارس الجنس، وذلك في قوله:

(ذهبت إلى الباب

مفتاحها في حقيبتها

وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب) (٣).

أَجَلَّ اللَّه ملائكته وقدسهم عما يقول هؤلاء.

أمّا الشيوعي الفلسطيني معين بسيسو فإنه في مقدمته لديوانه يتبرع بالإطراءات المترعة بالإعجاب لبني عقيدته الماركسيين (٤)، وكان مما قال في هذه المقدمة البئيسة: (الملائكة الذين كتبوا قصيدة الكون في ستة أيام واستراحوا بعد ذلك في اليوم السابع لم يقرأوا ولم يكتبوا لن يغفروا لك (٥) أبدًا إنك واصلت الكتابة بعدهم إلى عشرين أو ثلاثين عامًا. . . الملائكة


(١) المصدر السابق: ص ٢٤١.
(٢) المصدر السابق: ص ٢٤٣.
(٣) المصدر السابق: ص ٦٤١.
(٤) امتدح روفائيل ألبرتي، ممدوح البياتي أيضًا، وامتدح لوركا ممدوح التيار الماركسي واليساري عمومًا.
(٥) يقصد روفائيل ألبرتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>