للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضدك والشياطين أيضًا، فالملائكة الذين قالوا نعم، ليسوا ضد الشياطين الذين يقولون: لا، "فلا" الشياطين بين الجدد هي "نعم" الملائكة القدامى، الذئاب الجديدة تقدم أوراق اعتمادها للذئاب القديمة، فذلك الشيطان الجميل الذي قال: لا للقصيدة الواحدة التي تكتب خلال ستة أيام، ويتم تتويجها ملكة، لا يزال في زنزانة الملائكة. . ونحن الذين نكتب الشعر باسمه، لم نقدم له ولو حبة اسبرين، على امتداد سنوات الكتابة) (١).

هذا الهراء المتفسخ هو نموذج للفصاحة الحداثية، المشربة بالتشويش والغمغمة اللفظية!!.

وفيه إشارة إلى أن الملائكة وقضاياهم مجرد أسطورة؛ ولذلك هو يستخدمها بهذا الأسلوب التهكمي الساخر عديم المعنى ركيك المبنى، جعلهم هم الذين خلقوا الكون في ستة أيام، ثم استراحوا في اليوم السابع، وهي صورة مقلوبة عن الخرافة الشائعة عند أهل الكتاب، والتي تقول: أن اللَّه بعد خلق السموات والأرض استراح في اليوم السابع، وما قدروا اللَّه حق قدره -جلَّ وعلا-، فرد عليهم اللَّه تعالى في قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)} (٢).

ثم يتحدث عن حلف متوهم بين الملائكة والشياطين ضد الشيوعي المقصود بالمدح، ويرمز بالملائكة والشياطين إلى أشخاص من الذين لهم مواقف مع ممدوحه الشيوعي، ثم يصف الملائكة بأنهم ذئاب وأن الشيطان الجميل مسجون في زنزانة الملائكة؛ لأنه تجرأ وقال: "لا".

هذا الشيطان -زعيم الحزب الحداثي- هو الذي امتدحه أمل دنقل في قوله:

(المجد للشيطان، معبود الرياح

من قال "لا" في وجه من قالوا "نعم"

من علم الإنسان تمزيق العدم


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لمعين بسيسو: ص ١٠.
(٢) الآية ٣٨ من سورة ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>