للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قال "لا" فلم يمت

وظل روحًا أبدية الألم) (١).

وقال اللَّه تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠)} (٢).

وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦)} (٣).

وقال-جَلَّ ذكرُه-: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٩)} (٤).

ومن يتأمل نتاج الحداثيين يرى أنه استحواذ عليهم أشد الاستحواذ فما من دركة من دركات الشر إلّا أحبوها ومدحوها، وما من درجة من درجات الخير والحق والفضيلة إلّا عادوها وحاربوها وذموها.

مدحوا الوثنية وذموا التوحيد، أحبوا العهر والدعارة وأبغضوا الطهر والزكاء، كفروا باللَّه وآمنوا بالأصنام، حاربوا شرع اللَّه وقدسوا تشريعات البشر، وحالفوا النجس وأحبوه وامتدحوه، وأبغضوا الملائكة الأطهار ونفروا منهم.

فسبحان اللَّه كم في أعمالهم وتصرفاتهم من خبائث تدل على خبثهم، ومواقف تؤكد انحطاطهم وأعمال ترشد إلى فساد طويتهم، وصدق اللَّه العليم الخبير القائل في كتابه العظيم: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لأمل دنقل: ص ١١٠.
(٢) الآيات ٩٨ - ١٠٠ من سورة النحل.
(٣) الآية ٣٦ من سورة الزخرف.
(٤) الآية ١٩ من سورة المجادلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>