للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تاملنا أوجه الانحرافات التي اقترفها المصابون بداء الحداثة والعلمانية حول قضية الوحي نجدها تدور على ثلاثة محاور:

١ - انحرافات متعلقة بالتلقي.

٢ - انحرافات متعلقة بالفهم.

٣ - انحرافات متعلقة بالتطبيق.

وكل محور من هذه المحاور تحته عدة فروع من الانحرافات.

فقد نظروا إلى نصوص الوحي المنزلة على الأنبياء، نظرة شك وريبة قادتهم إلى الجحد والإنكار واستعملوا في ذلك أساليبهم المختلفة فسخروا منها، ونزعوا عنها القداسة استعملوا الأسلوب الحداثي المعروف بتدنيس المقدس، وتبنوا الرأي الابتداعي القديم: "القول - بخلق القرآن"، وقالوا بأن القرآن ليس حقيقة، وأنه كلام بشر، وغير ذلك من الهوس العلماني الحداثي الذي يريدون به إبطال الوحي جملة، والقرآن على وجه التفصيل.

فكان تلقيهم للوحي تلقي الجاحد الراد، أو تلقي الشاك المرتاب، مع أضاميم أخرى من السخرية والاستخفاف والتدنيس، ونفي حقيقته، ونسبته إلى غير قائله، وإسقاط قداسته، إلى آخر ما عند القوم من أوشاب ومصائب، تصل في نهاية الأمر إلى إلغاء الوحي وعزله عن الواقع وطرده من الحياة وإزاحته عن التطبيق، ومن أظهر وأخطر انحرافاتهم في هذا الباب:

جحد الوحي والتشكيك في ثبوته أو ثبوت بعضه وإرادة القضاء عليه.

وما فتئ المعادون للدين يجلبون بخيلهم ورجلهم على كل ما له علاقة بالدين، وخاصة أصوله وقواعده التي تقوم عليها أسس الديانة، وقد رأينا فيما مضى كيف توجهوا إلى أصول عقائد المسلمين محاولين الهدم والتخريب، وفي هذا الفصل سوف نرى كيف صوبوا سهام مكرهم وكيدهم وحقدهم على الوحي منبع العقائد والشرائع، ومنهل الهدى والرشاد، ومورد أهل الحق والخير والفضل.

وعندما أقول الوحي فإني أعني ما ثبت أن اللَّه تعالى قاله أو أوحى

<<  <  ج: ص:  >  >>