للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحن نعتقد أنه حق، فمن المعقول أن تبحث هذه النهضة الجديدة لنفسها عن أصل تاريخي قديم يتصل بالأصول التاريخية الماجدة التي تحدثت عنها الأساطير، وإذن فليس ما يمنع قريشًا من أن تتقبل هذه الأسطورة التي تفيد أن الكعبة من تأسيس إسماعيل وإبراهيم، كما قبلت روما ذلك لأسباب مشابهة أسطورة أخرى صنعها اليونان تثبت أن روما متصلة بإيناس بن يريام صاحب طراوده) (١).

كانت هذه إحدى أول صرخات الردة والمواجهة للدين والمناقضة الكاملة للوحي المعصوم.

وقد تصدى لها جهابذة من أصحاب الغيرة على الإسلام، وفندوا هذا الكتاب، وبينوا من أين استنسخه طه حسين، وما فيه من تناقض وتهافت وإلحاد وضلال (٢)، ومن ذلك ما كتبته لجنة العلماء في مصر التي قررت أن (الكتاب كله مملوء بروح الإلحاد والزندقة، وفيه مغامز عديدة ضد الدين مبثوثة فيه لا يجوز بحال أن تلقى إلى تلامذة لم يكن عندهم من المعلومات الدينية ما يتقون به هذا التضليل المفسد لعقائدهم. . . وترى اللجنة أنه إذا لم تكافح هذه الروح الإلحادية في التعليم ويقتلع هذا الشر من أصله وتطهر دور التعليم من "اللادينية" التي يعمل بعض الأفراد على نشرها بتدبير وإحكام تحت شعار حرية الرأي، اختل النظام وفشت الفوضى، واضطرب حبل الأمن؛ لأن الدين هو أساس الطمأنينة والنظام.

الكتاب وضع في ظاهره لإنكار الشعر الجاهلي، ولكن المتأمل قليلًا


(١) المصدر السابق: ص ٢٨.
(٢) انظر: تحت راية القرآن للرافعي رحمه اللَّه، ونقض كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد الخضر حسين رحمه اللَّه، ومحاضرات في بيان الأخطاء العلمية والتاريخية التي اشتمل عليها كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد الخضري رحمه اللَّه، ونقد كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد فريد وجدي، والشهاب الراصد لمحمد لطفي جمعة، وفي الشعر الجاهلي والرد عليه لمحمد حسين، والنقد التحليلي لكتاب في الأدب الجاهلي لمحمد أحمد المغراوي، والمدخل إلى دراسة التاريخ والأدب العربيين لنجيب البهبيتي، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>