للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجده دعامة من دعائم الكفر ومعولًا لهدم الأديان، وكأنه ما وضع إلّا ليأتي عليها من أصولها، وبخاصة الدين الإسلامي. . .).

ثم أوردت اللجنة النص السابق عن إبراهيم وإسماعيل وعقبت قائلة: (أنكر المؤلف بهذا هجرة سيدنا إبراهيم مع ولده إسماعيل عليهما السلام، وقال: إن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، وهو تكذيب صريح لقول اللَّه تعالى في سورة إبراهيم حكاية عنه عليه الصلاة والسلام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (٣٥) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٦) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (٣٧)} (١).

وقال في الصفحة نفسها "نحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة -يريد قصة الهجرة- نوعًا من الحيلة لإثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى".

وهو في هذا النص يصرح بأن القرآن اختلق هذه الصلة بين إسماعيل والعرب ليحتال على جلب اليهود، وتأليفهم وينسب العرب إلى أصل ما جد زورًا لأسباب سياسية أو دينية، وهذا من منتهى الفجور والفحش والطعن على القرآن في إثباته أبوة إبراهيم للعرب في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} (٢) الآية) (٣).

وعلى رغم المناوءة الجادة والمناقشة الصريحة التي فضحت طه حسين وكشفت عمالته وخبث معتقده، إلّا أنه مُكِّن له، لأن الشق الثاني من تلاميذ الغرب كانوا على رأس الإدارة الحاكمة فقاموا بحماية زميلهم بتكليف من أساتذتهم.


(١) الآيات ٣٥ - ٣٧ من سورة إبراهيم.
(٢) الآية ٧٨ من سورة الحج.
(٣) هذا التقرير منشور بتمامه في كتاب تحت راية القرآن للرافعي: ص ١٦٧ - ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>