للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتأمل كيف يشكك في السنة النبوية الثابتة، ويثبت قصة الغرانيق الموضوعة وهو مسلك أهل الضلال والهوى على مر العصور والدهور.

ثم تكلم عن الإجماع قائلًا: (وما الإجماع إلّا ممارسة سلطانية في ميدان المعرفة وإطلالة سلطانية على التاريخ) (١).

وهكذا بالدعوى العرية عن أي برهان، يلغي أصلًا من أصول الفقه الإسلامي، ويزداد العجب حين تعلم أنهم يدعون الموضوعية والعقلانية وتحري الدقة!!.

ثم ينتقل بدخان شبهاته إلى كلام ربنا العظيم إلى القرآن المجيد فيقول عنه: (والقرآن نص ذو تاريخية معينة استصلحها العلماء المسلمون في العصور الوسطى، وفي أيامنا هذه استصلاحات شتى لمقاصد شتى، وهي ما نطلق عليها عبارة "أسباب النزول" ولكن علينا الاحتراز من التسرع الفرح والافتراض مع بعض التنورين من الإسلاميين، أن في أسباب النزول نهجًا عقلانيًا وتاريخيًا متكاملًا للنظر إلى النص القرآني) (٢).

ثم يجعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه -رضي اللَّه عنهم- خاضعين للأجواء التي أحاطت بهم، مما أدى إلى استخدام ألفاظٍ أخذوها من محيطهم، أي: أن ألفاظ الشريعة ليست وحيًا من اللَّه، بل مخترعة لا من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه -مع ما في هذه الدعوى من ضلال وكذب- بل من الجو المحيط بهم، فيقول: (لم يكن محمد ولم يكن معاصروه معتزلة ولا كانوا أشاعرة، ولا فلاسفة، ولابد أن المعاني التي تداولوها من محيطهم والتي أسندوها إلى ألفاظ الألوهية والجبروت والغفران واليد والعرش وغيرها من عبارات الذات والصفات الإلهية تتميز تميزًا كبيرًا عما أسندوا إليها لاحقًا في المجتمعات المتمدنة في دمشق وبغداد ونيسابور وقرطبة) (٣).


(١) المصدر السابق: ص ٢٦٢.
(٢) المصدر السابق: ص ٢٦٢.
(٣) المصدر السابق: ص ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>