للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصاعدها في الدقة التاريخية واللغوية في القرنين التاسع عشر والعشرين. . .) (١).

وهكذا نرى الإغراق في استعارة الكفر والإلحاد والشك، والالتصاق باليهودي سبينوزا مدحًا وتمجيدًا، وبالمنهج الفيلولوجي والتاريخي إشادة بالدقة المزعومة له، في الوقت الذي يكذب فيه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه، ويشكك في مناهج المسلمين من أصول ومصطلح ومناهج الضبط المعرفية في الإسلام.

وما بين هؤلاء وأعداء الإسلام من الغربيين الأمثل ما بين الشخص وظله، ثم تسمع -ويا للعجب- دعاوى التحرر الفكري والاستقلال المعرفي!!، وهم أرقاء للفكر الغربي ومناهجه وأساتذته، عيال على أدب أوروبا وعلمها وفلسفتها، وكلهم مقلد، وكلهم سارق ناقل جاهل، ولا أدل على ذلك من عزيز العظمة هذا الذي نحن بصدد الحديث عن زيغه وسفسطاته.

فمن جهله قوله: (. . . شرّع المعتزلة لأنفسهم تاريخيًا، بإرجاع مذهبهم إلى الحسن والحسين وابن عباس وأبي بكر، أو كما رأى الأشاعرة في الأقوال المنسوبة إلى الرسول إنباءً عن أبي الحسن الأشعري) (٢) (٣).


(١) الإسلام والحداثة: ص ٢٦٥.
(٢) هو: علي بن إسماعيل بن إسحاق يصل نسبه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري، ولد سنة ٢٦٠ هـ، وتوفي سنة ٣٢٤ هـ وقيل: ٣٣٠ هـ، وقيل بعد ذلك، وأخذ الاعتزال عن زوج أمه أبي علي الجبائي وبقي على ذلك سنوات ثم خرج إلى الناس فأعلن توبته من اعتقاد المعتزلة، وسلك طريقة ابن كلاب ثم ترك ذلك إلى مذهب أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد، وقد أخذ الأشعرية عنه مرحلته المتوسطة حين سلك مسلك ابن كلاب، ويعد الأشعري من متكلمي أهل الإثبات، ومن متكلمة الصفاتية، ويحتبر أقربهم إلى السنة وأتبعهم لأحمد بن حنبل. انظر: البداية والنهاية ١١/ ١٨٧، والعبر في خبر من غبر ٢/ ٢٣، ووفيات الأعيان ٣/ ٢٨٤.
(٣) الإسلام والحداثة ص ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>