للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجوانبها العديدة وأوجهها المتنوعة: المادية الاقتصادية (١)، والمادية التاريخية (٢)، والمادية الجدلية (٣)، وكل ما انبثق عن هذه الشجرة


= الظواهر النفسية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية إنّما يفسرها الوجود الماديّ، ويتضمن المذهب الماديّ أن هذا العالم أبديّ، وأنه لا محدود في الزمان والمكان، والمادية تذهب إلى أن الوعي نتاج للمادة وانعكاس للعالم الخارجيّ، ظهرت المادية في عدة مدارس وفلسفات وتوجهات في الغرب منذ ما يسمى عصر النهضة ثم تطورت المادية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، واحتلت الفلسفة المادية الفرنسية الدور الأكبر على يد لامتري وديدرو وهلفيتوس وهولباخ، والتزموا بالمفهوم الآليّ للحركة على اعتبار أنها صفة كلية غير قابلة للتعبير، وكانت الرابطة العضوية قائمة بين كل أنواع المادية والإلحادية وبلغت الذروة في فلسفة فيورباخ القائلة بالمذهب الطبيعي ثم وصلت أقصى حد لها في المادية الماركسية المادية الجدلية القائمة على الإلحاد وجحد وجود اللَّه تعالى. انظر: معجم المصطلحات: ص ٤٠٥، والموسوعة الفسلفية: ص ٤٢٩ - ٤٣١.
(١) المادية الاقتصادية: فرع من الفلسفية المادية، ويقوم على اعتبار الاقتصاد القوة الوحيدة في التطور الاجتماعي، وتعتبر الماركسية أظهر أنصار المادية الاقتصادية. انظر: الموسوعة الفلسفية لأكادميين سوفييت: ص ٤٣١.
(٢) المادية التاريخية: فلسفة التاريخ التي تقول بها الماركسية، وهي جانب تطبيقي للمادية الجدلية في مجال دراسة المجتمعات، وترد حركة التاريخ إلى تطور قوى وعلاقات الإنتاج في المجتمع وتاريخ التطور الاجتماعيّ هو تاريخ الإنتاج الماديّ، وتاريخ منتجي الحوائج المادية وتاريخ الجماهير العاملة، والمادية التاريخية جزء مكون للفلسفة الماركسية اللينينية، ويعتبرونه العلم الذي يدرس القوانين العامة للتطور الاجتماعيّ وأشكال تحققه في نشاط الناس التاريخيّ، على أساس ماديّ بحت وليس لأي قوة خارج المادة أي أثر في ذلك مطلقًا. انظر: الموسوعة الفلسفية لعبد المنعم الحنفي: ص ٤٠٧، والموسوعة الفلسفية للسوفييت: ص ٤٣١، ومعجم المصطلحات والشواهد: ص ٤٠٥.
(٣) المادية الجدلية: النظرية العامة للماركسية اللينينية صاغها ماركس وإنجلز ولينين، أمّا ماوتس تونج فماركسيّ المذهب قليل البضاعة في الفلسفة، وقد أخذ ماركس وإنجلز المادية عن فيورباخ والجدل عن هيجل، واعتبر الفكر انعكاسًا للواقع وليس العكس، وفي التفكير الماديّ الجدليّ إن الوجود كله وحدة متماسكة تترابط فيه الأشياء والأحداث ارتباطًا عضويًا وفي حالة حركة وتجدد دائمين، فهناك باستمرار شيء يولد ويتطور، ولا تعتبر المادية الجدلية مجرد نظرية بل دعوة ومنهاج وبرنامج عمل وعقيدة؛ ولذلك فالماديّ الجدليّ بالضرورة اشتراكيّ ملتزم بالنضال الصريح والعنيف ضد العقائد =

<<  <  ج: ص:  >  >>