للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قائم على وجوب فهم القرآن وفق الموازين والضوابط والأحكام الشرعية؛ لأنه يريد -وكذلك سائر العلمانيين- أن تمحى هذه المعايير والضوابط في قضية فهم القرآن وتفسيره وتطبيقه ليصبح سهلًا عليهم حينئذٍ أن يدخلوا عليه بأنواع شكوكهم وشبههم وإلحادياتهم، فهذا الكاتب نفسه بعد أن اعترض على سيد قطب ومنهجية الفهم والتفسير للقرآن، يتحدث عن الإنسان الذي يتجه إلى اللَّه تعالى أنه إنّما يفعل ذلك ليتخلص من الحكام المستبدين الظالمين، يقول ذلك ليصل إلى نتيجة علمانية حداثية مفادها أن إقبال الناس في بلاد المسلمين على انتخاب المسلمين المتمسكين بدينهم والدعوة إلى تطبيق شريعة اللَّه إنّما سببه ما يشعرون به من ظلم، فهم يبحثون عن حلول طوباوية -حسب تعبيره- أي أن التدين والإيمان باللَّه تعالى ليست منبعثة من يقين واستسلام ومحبة وخضوع للَّه تعالى بل من حاجة مادية بحتة.

يقول: (إن المدجنة الحقيقية التي تفرخ هذه الجماعات هي الأنظمة العسكرية المستبدة، فهذه الأنظمة التي خنقت روح الشعب، وأغرقته بالشعارات والرعب، وفاقمت مشكلاته بالتبعية والنهب، هي التي تدفع هذه الأجيال الممزقة والمهشمة إلى حلول طوباوية وردود فعل يائسة، وحين يخير إنسان مقموع ومنهوب بين إله أرضي يقمعه وينهبه ويفوض عليه فوف ذلك عبادته، وبين إله ديني يعده بالخلاص والمثوبة، فإن من الطبيعي أن يفر من زنازين الأرض إلى فضاء السماوات) (١).

وفي مجلة الناقد يجعل أحد الحداثيين قضية القراءات القرآنية مجرد اختلاق من بني أمية الذين لم يكتفوا -حسب زعمه- بذلك بل سعوا في إيجاد أطنان الأحاديث المنسوبة للنبي في فضائل معاوية وبني مروان ليجري كل ذلك في خط متواز ومتزامن مع إعمال السيف في رقاب من يجرؤ على رفع صوته أمام خليفة اللَّه في خلقه (٢).


(١) المصدر السابق ص ٢٠ والقول لسعد اللَّه ونوس.
(٢) مجلة الناقد - العدد الثامن شباط فبراير ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ١٧ من مقال بعنوان السلفية وأثرها في حداثية الآداب لأنيس الجزائري، وفيه حط على الإمام =

<<  <  ج: ص:  >  >>