للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النص وحرفية الشعائر والعقائد إلّا أحد الأمثلة على أساليبهم المتعددة في حرب الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر} (١).

نلتفت قليلًا إلى بهارج الدعايات الحداثية، والتمجيد لرؤوس الطواغيت، لنجد أن الحداثيين يسوقون بضاعتهم المستوردة من خلال احتفاليات ومدائح تتجاوز حدود العقل والمنطق ومن ذلك أنه قد (صرح أحدهم بكامل البلاهة إنه يرى في "مفرد بصيغة الجمع" لأدونيس ثاني اثنين في العربية: القرآن ونهج البلاغة) (٢).

هكذا نقل مؤلف كتاب أدونيس منتحلًا، والذي كشف فيه عورات السرقات الأدونيسية، ولكن بنفس حداثي وبعقلية علمانية لادينية، فها هو يسخر باللَّه تعالى وبالوحي الكريم في سياق اعتراضه على أدونيس الذي رد على من اتهمه بالانتحال والسرقة قائلًا: (إن تداخل النصوص أمر قائم حتى في النصوص المقدسة)، وأجابه: (لن نتوقف عند الجانب المضحك من إجابته، إذ يطالب لنفسه بما يجوز في النصوص المقدسة من تناسخ و"انتحال" ولن نرد عليه بالحجة اللاهوتية البسيطة التي ترى في النصوص المقدسة كتبًا لـ "مؤلف" واحد متعال له أن يلعب بنصوصه ما يشاء) (٣).

لا يعترض مؤلف أدونيس منتحلًا على أدونيس في فكره وعقيدته، وإنّما يصفي حساباته معه جهة أنه سرق وانتحل وأخذ من غيره ونسبه إلى نفسه، وهذا من تسليط اللَّه بعض الظالمين على بعض، أمّا الملة الحداثية فالناقد والمنقود يجتمعون فيها ويؤمنون بها، وإن اختلفت شعب ضلالهم داخل هذه الملة، ولا أدل على ذلك من النص السابق الذي تتحدر منه المضامين الحداثية الضالة المناقضة للدين القويم، حتى أصبحوا علامة على "اللادينية"


(١) الآية ١١٨ من سورة آل عمران.
(٢) أدونيس منتحلًا: ص ٨٧.
(٣) المصدر السابق: ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>