للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوضحه في قوله سبحانه: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} (١).

وفي موضع آخر يجعل الحروف التي تخرج من شفة محبوبته في منزلة عظيمة بحيث يخضع لها الوحي ويسجد لها، وذلك في قوله:

(وحروف يسجد الوحي لها لسوى عاطفتي لم تسجد) (٢)

مع أنه ماركسي لا يؤمن بالوحي، ولكنها الأساليب الحداثية والعلمانية التي تحاول طرد المفاهيم والألفاظ الإسلامية وتحطيمها مرة بالجحد ومرة بالسخرية ومرة بالتدليس، والمؤدى واحد.

ومن هذا القبيل -أيضًا- قول سميح القاسم في سخرية فجة ومادية وقحة:

(صوبوا كل التعاويذ بوجه الطائرات

ألبوا اللَّه عليها

واقذفوها بالوصايا العشر

والجفر

وآيات السماء البينات) (٣).

مع أن الإسلام لم يدخل حقيقة في المعركة المعاصرة حتى الآن، والذي ناب عن الشعوب الإسلامية في المعركة مع إليهود ومع سندهم الغربي، هي الأنظمة والأحزاب العلمانية والقومية والاشتراكية والماركسية والوطنية، فلماذا تعلق الهزائم على الإسلام وعلى أهله؟.

ثم من الذي قال من المسلمين أن مقابلة الطائرات والقذائف تكون بالتعاويذ والدعاء فقط؟ ولماذا تلصق المفاهيم الخرافية بالإسلام؟ إن المسلم


(١) الآية ١٢ من سورة محمد.
(٢) المصدر السابق: ص ١٤٣.
(٣) المصدر السابق: ص ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>