للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعتقد أن اللَّه بيده النصر والهزيمة، وهو الذي شرع الجهاد القائم على فعل الأسباب المادية والاعتماد قلبيًا على رب الأسباب، ومع فعل الأسباب يعوذ باللَّه ويدعو اللَّه ويقرأ آيات الكتاب المبين، وهذه أيضًا من الأسباب العظيمة للنصر، ولكن الماديين لا يفقهون ذلك، فقد عششت خرافات المادية الجدلية في أدمغتهم وعملت فيها عمل المخدرات، وصدق من سمى المادية "مذهب ذوي العاهات" (١) ومن أطلق عليها وصف "الخمور الفكرية" (٢).

أمّا عبد العزيز المقالح فإنه يجعل القرآن موضعًا للأساطير، فيتمنى أن نعيش في القرآن أسطورة جميلة، مثل سبأ وسد مأرب، وهذا تكذيب بالقرآن وترديد لقول الكافرين السالفين {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥)} (٣).

يقول المقالح:

(لكم تمنيت لو أننا توقفنا عن الحياة من زمان

لو ارتضينا أن نعيش في "القرآن"

أسطورة جميلة

قصة سد حوله تقوم جنتان

عن اليمين والشمال

لكان أحنى

بالحجارة البادية الوجوم، بالرمال) (٤).

وهذا كلام في غاية الخبث والفضاعة حيث جعل القرآن مثوى التخلف والجمود والركود، وموئل الأساطير والخرافات والحكايات الكاذبة، ويضرب


(١) اسم كتاب للعقاد ينقض فيه المبادئ الماركسية.
(٢) اسم كتاب لسارتر يفضح فيه الممارسات الماركسية.
(٣) الآية ٥ من سورة الفرقان.
(٤) ديوان المقالح: ص ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>