للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا أحمد دحبور فإنه يسمى الوحي صوت اللَّه ويجعله حجرًا، وذلك في قوله:

(يا أم: عدت، تعثر الدم فيّ:

ناقة عمري الخضراء. . . اترابي، وصوت اللَّه. . .

أحجار تهر عن الجبين) (١).

وفي رثائية حداثية لأحد الفلسطينيين الماركسيين يذكر آية الكرسي علامة على الرأسماليين العرب، ويجعل التمسك بها وصفًا ملازمًا للطمع والجشع فيقول:

(ستأتي الريح بالبياع والشاري

وبالمتمسكين بآية الكرسي، ماع لعابهم نفطًا على الصحراء

سيطلب لحمنا لوليمة الجزار والضاري. . .

كذلك علمتنا سورة الموت) (٢).

أمّا في مجال الرواية فنجد أن عبد الرحمن منيف في مدن الملح ينسب كلامًا عاديًا إلى اللَّه سبحانه إمّا جهلًا، وإمّا استخفافًا واستهانة، يقول على لسان أحد الشخصيات: (اللَّه جلت قدرته، فتح أبواب السماء على هذا الشعب الطيب الفقير، فبعد انتظار طويل، أطول من انتظار يعقوب لابنه يوسف، بعد أن كان الناس يأكلون الجراد والتمر وخبز الشعير ويموتون من سوء التغذية والطواعين قال لهم الكريم: كفاكم جوعًا وعذابًا يا عبادي الصابرين فقد رأفت بكم وأنا حين أرأف وأجود أفعل ذلك بلا حدود، وإذ كنت قد بلوتكم فيما مضى من الزمان بالجوع والحكام الظالمين، فإني اليوم


(١) ديوان أحمد دحبور: ص ٧٨ - ٧٩.
(٢) المصدر السابق: ص ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>